الفيل داخل محل الزجاج
كاتب المقال : عبد الله المجالي

بدأ الفيل الذي دخل توا لمحل الزجاج بالتحرك يمنة ويسرة، ومع كل حركة سوف يحطم رفا من الأرفف المملوءة بالأدوات الزجاجية، وربما تكون النهاية بتحطيم المحل وهدمه على من فيه!!
لم يتأخر المجنون ترامب في إصدار العشرات من الأوامر التنفيذية التي يرى أنها ستعيد أمريكا عظيمة وعظمى، لكن وإن كان ذلك متوقعا إلا أنه صدم الجميع بسرعة تنفيذ ما كان يدور بخلده.
توقعت في مقال سابق أن الأضواء الحمراء قد اشتعلت في أروقة الدبلوماسية العالمية، لكنها ستكون أشد احمرارا لدى حلفاء الولايات المتحدة، وللمفارقة فإنه كلما زادت العلاقة مع الولايات المتحدة زاد احمرار اللون الأحمر، وأعتقد أن الأردن ليس استثناء.
لا يمكن لأحد أن يتوقع كيف يتصرف هذا الفيل الذي دخل محل الزجاج، فهو شخص متحرر من التقاليد السياسية والبروتوكولات الدبلوماسية والمواثيق الدولية والمنظمات الأممية. ويرى أنه قادر أن يتخطى كل ذلك خصوصا وأنه مهووس في فكرة أن كل ذلك يحد من استخدام أمريكا لقوتها ونفوذها.
يبدو أن ترامب اطلع على صور لواقع قطاع غزة بعد حرب الإبادة التي شنها الكيان، ورغم كل الدمار الذي عاينه من خلال تلك الصور إلا أنه لم يفقد حسه التجاري فتحدث عن جمال المنطقة قائلا: “هم يملكون طقسا متميزا وموقعا خياليا على البحر ولا يمكن لحماس أن تديرها”. وبما أنه يريد أن يبني غزة المدمرة فإن الفكرة التي خطرت على باله، كأي تاجر يريد أن يشتري عقارا مأهولا، هو أن يخلي العقار أولا ثم يهدمه ثم يبنيه من جديد. وبالنسبة لترامب فإن 2 مليون إنسان هو رقم بسيط بالنسبة لسكان الولايات المتحدة، ولذلك من السهل نقلهم إلى أي مكان. ثم إن أسلافه “العظماء” فعلوها مع الهنود الحمر!!
حتى هذه اللحظة هي مجرد فكرة خطرت على بال ذلك المجنون، لكنه بدأ يستكشف احتمالات تطويرها عبر التحدث إلى زعماء الأردن ومصر، فما الذي يمكن أن يسمعه منهم؟!!
المنطقة لديها كل المؤهلات لكبح جماح هذا المجنون، ولعل الشعب الذي يريد ترامب أن يتحكم بمصيره وكأنه مجموعة من القصر، هو القادر على أن يوقظ ترامب من أوهامه.