الأخبار

تطور المقاومة من انتفاضة الحجارة إلى طوفان الأقصى (تسلسل تاريخي)

ديسمبر 7, 2024 7:50 م

السبيل – خاص

منذ انطلاق الانتفاضة الأولى عام 1987 وحتى اليوم، شهدت المقاومة الفلسطينية تطوراً لافتاً في كل من سلاحها وأدائها على الأرض.

ففي البدايات؛ كانت وسائل المقاومة تقتصر على الأدوات البدائية مثل الحجارة والزجاجات الحارقة، التي استخدمها الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي، مما أعطى الحراك طابعاً شعبياً غير مسلح.

لكن مع مرور الوقت، وتحت ضغوط الحرب والمواجهة المستمرة؛ بدأت المقاومة تتجه نحو تسليح نفسها بأسلحة فردية ثم متوسطة، مع تطور تدريجي في الأداء القتالي على الأرض.

وتاليا تسلسلا تاريخيا لتطور المقاومة في سلاحها وأدائها منذ بدء الانتفاضة الأولى، وحتى معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 وما بعدها:

الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993)

في بداية الانتفاضة الأولى؛ كانت المقاومة تعتمد بشكل رئيسي على الحجارة والمقاليع والزجاجات الحارقة.

وعكست هذه الأدوات البسيطة روح المقاومة الشعبية العفوية، حيث كانت المواجهات تدور بين جنود الاحتلال والشعب الفلسطيني الذي لا يملك سلاحاً متطوراً.

ورغم بساطة الوسائل؛ كانت هناك محاولات لتصنيع بعض العبوات الناسفة البدائية، إلا أنها لم تكن على المستوى المطلوب.

وإلى جانب ذلك؛ اتخذ الفلسطينيون من الإضرابات والمظاهرات والعصيان المدني وسائل لمقاومة الاحتلال، وكان التنسيق بين الفلسطينيين يتم من خلال لجان شعبية شكلت التنظيم الرئيسي للحراك.

مرحلة ما بعد أوسلو (1993-2000)

مع توقيع اتفاقية أوسلو؛ بدأت المقاومة الفلسطينية في التسلح بأسلحة فردية مثل البنادق والمسدسات.

وكان الأسلحة تصل إلى الفلسطينيين بتهريبها عبر الحدود أو من خلال شبكات سرية، ما ساعد الفصائل الفلسطينية على تنفيذ عمليات نوعية ضد الاحتلال. كما بدأ التركيز على صناعة العبوات الناسفة المحلية، مما أضاف قوة جديدة للمقاومة.

وفي هذه المرحلة؛ تراجع العمل الجماهيري لصالح الأساليب العسكرية الأكثر تنظيماً، حيث ظهرت خلايا مقاومة صغيرة تقوم بتنفيذ عمليات نوعية ضد الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.

واعتمد أداء المقاومة في هذه الفترة على الهجمات المفاجئة والكمائن، ما أربك الاحتلال الإسرائيلي.

الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005)

مع اندلاع الانتفاضة الثانية؛ شهد سلاح المقاومة تطوراً كبيراً، حيث بدأت الفصائل المسلحة في تطوير صواريخ محلية مثل صواريخ “القسام” التي كانت قادرة على استهداف المستوطنات القريبة.

كما زادت قدرة المقاومة على تصنيع العبوات الناسفة الأكثر تعقيداً، التي أصبحت تستخدم ضد الآليات العسكرية الإسرائيلية.

وفي هذه المرحلة؛ تحول الأداء العسكري للمقاومة إلى تكتيك جديد يعتمد على العمليات الاستشهادية، التي استهدفت العمق الإسرائيلي، خاصة في مدن مثل “تل أبيب” والقدس.

كما ظهرت الكمائن ضد الحواجز العسكرية والمستوطنات، وهو ما أوقع الاحتلال في حالة من الارتباك الأمني.

ما بعد الانسحاب من غزة (2005-2008)

بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة في 2005، بدأت المقاومة في تطوير قدراتها العسكرية بشكل ملحوظ، وتم تطوير صواريخ “القسام”، حيث أصبح بإمكانها استهداف مناطق أبعد داخل الأراضي المحتلة.

وبالإضافة إلى ذلك؛ أصبحت الأنفاق أحد الأدوات الأساسية للمقاومة لتهريب الأسلحة الثقيلة، وكذلك لتنفيذ هجمات خلف خطوط الاحتلال.

وباتت الهجمات الصاروخية هي السمة الرئيسية للمقاومة في هذه المرحلة. كما برزت الأنفاق كأداة هجومية لتنفيذ عمليات معقدة مثل أسر الجنود الإسرائيليين أو تنفيذ هجمات خلف خطوط الاحتلال.

الحروب على غزة (2008-2023)

في ظل الحروب المتكررة على غزة، خاصة في أعوام 2008 و2009 و2014، تطور سلاح المقاومة بشكل كبير، حيث تم إدخال صواريخ بعيدة المدى مثل “فجر” التي كانت قادرة على ضرب مدن مثل تل أبيب وحيفا.

كما دخلت الطائرات المسيرة في الخدمة، ما سمح للمقاومة باستهداف مواقع حيوية مثل المطارات العسكرية والبنية التحتية للإسرائيليين.

وشهدت هذه الحروب تكتيكاً متقدماً من المقاومة، حيث تم استهداف منظومة “القبة الحديدية” الإسرائيلية، واستمرار المواجهة لفترات طويلة.

ولم تقتصر المقاومة على الدفاع، بل عمدت إلى تصعيد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة، مما أجبر الاحتلال على إعادة حساباته في التعامل مع غزة.

وأظهر أداء المقاومة في هذه الفترة تنسيقاً عالياً بين فصائل غزة والضفة الغربية، ما عزّز التكامل بين مختلف الجبهات.

ولم تقتصر العمليات العسكرية على الهجمات التقليدية، بل شملت أيضاً الهجمات السيبرانية والحرب الإلكترونية، ما يشير إلى تكيف المقاومة مع العصر التكنولوجي الجديد، وقدرتها على زيادة فعالية ضرباتها.

معركة طوفان الأقصى (7 أكتوبر 2023 وحتى اليوم)

مثلت معركة “طوفان الأقصى” نقلة نوعية في تطور سلاح وأداء المقاومة الفلسطينية، حيث كشفت عن مرحلة جديدة من التحضير والابتكار.

فعلى صعيد السلاح؛ استُخدمت صواريخ متطورة ذات مدى ودقة غير مسبوقين، استهدفت مناطق استراتيجية، مما أظهر قدرة المقاومة على ضرب عمق الاحتلال وإحداث أضرار ملموسة في مرافقه الحيوية.

وأبرزها منظومة “رجوم” الصاروخية الفعالة، وهي عبارة عن صواريخ قصيرة المدى من عيار 114 ملم تعمل كغطاء ناري لعبور المسلحين إلى المستوطنات والمواقع العسكرية للاحتلال. إضافة إلى صواريخ “كورنيت” الروسية المحمولة، المضادة للدروع، وهي تستهدف المركبات والدبابات، وتتميز بالدقة العالية في إصابة الأهداف، ويتراوح مداها بين 150 متراً و10 كيلومترات.

ولعبت الطائرات المسيرة، كطائرة زواوي، دوراً محورياً في الهجوم والاستطلاع، إضافة إلى القذائف الصاروخية، كقذيفة الياسين 105 ذات القدرات التدميرية العالية، وقذائف الهاون، وطوربيد “العاصف”، وهو عبارة عن صاروخ يعمل تحت الماء ذاتي الدفع، ويجري إطلاقه إما من غواصة وإما من سفينة وإما حتى من فوق الماء.

وكشفت هذه المرحلة عن جانب مما لدى المقاومة من قدرات استخبارية، وتكتيكات جديدة، مثل الضربات المركزة ضد الأهداف العسكرية عبر قذائف دقيقة، والطائرات المسيرة، وكذلك استخدام الأنفاق لشن هجمات معقدة، ما صعّب على جيش الاحتلال التنبؤ بمسارات الهجوم أو مواجهتها بكفاءة، مما أدى إلى تزايد التكلفة العسكرية بالنسبة للكيان الإسرائيلي.

وتُظهر مسيرة تطور سلاح وأداء المقاومة الفلسطينية رحلة طويلة من التحدي والابتكار، من وسائل بدائية في بداية الانتفاضة إلى امتلاك قدرات متطورة اليوم، حيث استطاعت المقاومة أن تبني قوتها تدريجياً، مع تكامل بين التطور العسكري والأداء الميداني المتقدم. وهذا التحول المستمر؛ جعل من المقاومة الفلسطينية قوة مؤثرة على الساحة الإقليمية، يصعب كسرها أو تطويعها.

مواضيع ذات صلة
حرب غزة.. الإعلام العبري يكشف عمق أزمة الاحتلال سياسياً وعسكرياً
حرب غزة.. الإعلام العبري يكشف عمق أزمة الاحتلال سياسياً وعسكرياً

يناير 13, 2025 8:02 م

السبيل – خاص في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، تشهد الساحة الإعلامية العبرية حالة من القلق والجدل المتصاعد حول...
أزمة الدجاج.. النائب العموش يدعو لتدخل عاجل وسط ودعوات للمقاطعة
أزمة الدجاج.. النائب العموش يدعو لتدخل عاجل وسط ودعوات للمقاطعة

يناير 13, 2025 11:55 ص

السبيل أثار الارتفاع الكبير لأسعار الدجاج في الأسواق جدلا واسعا في الشارع الأردني، مع دعوات للحكومة بضرورة التدخل، وإنقاذ كاهل...
متى يتوقف عداد الضحايا في غزة المثقلة بالآلام والجراح؟
متى يتوقف عداد الضحايا في غزة المثقلة بالآلام والجراح؟

يناير 12, 2025 5:16 م

السبيل – خاص في كل صباح جديد في غزة، تشرق شمس مثقلة بالدماء والركام، شاهدة على أبشع الجرائم التي عرفها...
ماذا تعرف عن مخيم جنين المستهدف من الاحتلال و”السلطة”؟
ماذا تعرف عن مخيم جنين المستهدف من الاحتلال و”السلطة”؟

يناير 12, 2025 5:07 م

السبيل – خاص مخيم جنين في شمال الضفة الغربية، الذي لطالما كان رمزًا للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، يشهد منذ...
ماذا قدم عباس للشعب الفلسطيني خلال 20 عاماً؟
ماذا قدم عباس للشعب الفلسطيني خلال 20 عاماً؟

يناير 9, 2025 7:13 م

السبيل – خاص مرت عشرون عاماً منذ تولي محمود عباس رئاسة السلطة الفلسطينية عام 2005، بعد انتخابات جرت إثر رحيل...
“يربعام” و”رحبعام”: من هما الملكان اللذان ظهر اسمهما في خارطة الاحتلال؟
“يربعام” و”رحبعام”: من هما الملكان اللذان ظهر اسمهما في خارطة الاحتلال؟

يناير 8, 2025 9:55 م

السبيل – أثارت وزارة الخارجية الإسرائيلية غضبا واسعا بعد نشرها خريطة مزعومة لما تسمى “مملكة إسرائيل”، قبل ثلاثة آلاف عام،...