الذكاء الاصطناعي في خدمة الوحشية الصهيونية
كاتب المقال : عبد الله المجالي
عبد الله المجالي
من نافلة القول أن جل المخترعات في العصر الحديث الذي هيمنت عليه الحضارة الغربية كان الدافع وراءها عسكريا لغايات الهيمنة أو أنه تم تحويرها لأغراض عسكرية.
قل هذا عن جل الاختراعات التي تمت في عصر ما يعرف بالثورة الصناعية؛ بدءا من اختراع الآلة البخارية وانتهاء بالذكاء الاصطناعي مرورا باختراع الديناميت والطائرات والاتصالات وعلى رأسها الانترنت الذي طورته أصلا وزارة الدفاع الأمريكية.
لقد استخدمت الحضارة الغربية كل أنواع العلوم؛ الفيزياء والكيمياء والأحياء وحتى علم الاجتماع والنفس، لغايات عسكرية أو جيرتها لاحقا لغايات عسكرية.
وباعتبار المشروع الصهيوني امتدادًا للحضارة الغربية ومشروع الهيمنة في المنطقة فهو يسير بالطبع على ذات الطريق.
على أن الكيان برع في مجال التكنولوجيا العالية، وجيرها لتصبح سلاحا فتاكا ضد الشعب الفلسطيني، كما أنه يوفر ساحة لتجريب كل أنواع الأسلحة على الفلسطينيين.
في هذا السياق سلط تقرير لوكالة الأناضول التركية على تحويل جيش العدو الطائرات المسيرة “كواد كابتر”، من أداة للتصوير والمراقبة لسلاح فتاك ومباغت يشارك في إعدام الفلسطينيين ميدانيا باستهدافهم المباشر بالرصاص الحي والقنابل المتفجرة.
وتشارك هذه المسيرات بفعالية بإحكام الحصار المطبق على مداخل مخيم جباليا بإطلاق النار الحي على كل من يحاول الخروج والدخول للمنطقة.
هذا بالإضافة إلى تجيير العدو لتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتعرف على الوجوه في عملياته الإجرامية ضد الفلسطينيين.
لا يقف الأمر عند هذا الحد، فجميع الطرق مفتوحة للكيان لاستغلال التكنولوجيا الغربية لتحقيق أهدافها الخبيثة، كما أن الشركات الغربية الكبرى مثل غوغل وأمازون تفتح ذراعيها لتوطيد الشراكة مع الكيان، وهناك على سبيل المثال مشروع “نيمبوس”؛ حيث كشفت وثيقة أن شركة غوغل تقدم خدمات الحوسبة السحابية لوزارة حرب الكيان، وقد تفاوضت الشركة العملاقة على تعميق شراكتها خلال العدوان على قطاع غزة.