نمسي ونصبح على مجازر.. ومآثر أيضاً
كاتب المقال : عبد الله المجالي
منذ حوالي شهر ونصف الشهر والعدو يزيد من وتيرة مجازره وإبادته الجماعية لأهالي محافظة شمل غزة تنفيذا لما يسمى “خطة الجنرالات”.
في كل يوم يرتكب العدو مجازر ضد المدنيين العزل بعد أن أطبق على المنطقة وحرمها الغذاء والدواء، وبعد أن دمر الجهاز الصحي بالكامل وقضى على خدمتي الدفاع المدني والإسعاف.
يتعمد العدو استهداف البيوت والعمارات التي تؤوي أكبر قدر من الأهالي أو النازحين فيهدمها على رؤوس ساكنيها، فيستشهد من يستشهد مباشرة، وتتطاير أشلاؤهم على المناطق المجاورة، ومن لم يستشهد مباشرة فإن يستشهد بعد فترة إما اختناقا أم باستمرار النزيف جراء الأصابة وجيزة لعدم وجود أجهزة دفاع مدني لمحاولة إزالة الأنقاض وانتشال المصابين.
مشاهد مروعة تنقلها بعض وسائل الإعلام عن شهود عيان، حيث يهرعون إلى العمارة المستهدفة بأيديهم العارية، وبحسبهم فإن الأصوات تكون عالية وكثيرة في البداية، ثم ما تلبث أن تخبو شيئا فشيئا جراء صعوبة انتشالهم من بين الأنقاض، ومن منهم يكون سعيد الحظ ويكون قريبا يصار إلى انتشاله ونقله للمستشفى على الأكتاف، فلا وجود لسيارات إسعاف، ولكن بوصوله للمستشفى الوحيد العامل هناك (كمال عدوان) تبدأ معاناة أخرى؛ فلا أدوية ولا أطباء جراحين ولا أي إمكانيات طبية جراء الحصار، بل إن استمرار وجود المستشفى هو معجزة بحد ذاته، فالعدو أنذر بإخلائه منذ شهر، وقد تعرضت بعض أقسامه للقصف، كما تم قصف غرفة مدير المستشفى، إضافة لتعرض بواباته للقصف بشكل متكرر.
آلاف الشهداء وأضعافهم من الجرحى ارتقوا خلال شهر ونصف في محافظة الشمال وحدها، وهي أرقام تتحدث عن دموية ووحشية هذه العدو.
وتستمر الإبادة بهذه الصورة الوحشية دون رادع أمام العجز العربي والإسلامي والتواطؤ الغربي والدعم الأمريكي اللامحدود وشهية العدو للدماء والأشلاء.
ومع ذلك فلا زالت المقاومة تسطر المعجزات في ظل هذا الوضع، ولا زالت تفاجئ العدو وتكبده الخسائر، حيث يخرج المقاومون من تحت الأنقاض كالنسور التي تنقض على فريستها.
عشرات العمليات التي أوجعت العدو وأذهلته وأفقدته صوابه، حيث أعلنت المقاومة عن تدمير حوالي 40 دبابة و27 جرافة وأكثر من 21 ناقلة جند خلال عمليات العدو في الشمال.
استطاعت المقاومة قتل قادة كبار في جيش العدو، بل إنه كان بينهم وبين تصفية رئيس هيئة أركان جيش العدو المجرم هيرتسي هاليفي بضع دقائق، حيث استطاعو تفجير منزل مفخخ في جباليا في مجموعة من جنود النخبة لدى العدو، وتبين لاحقا، ووفق إعلام العدو، أن هاليفي كان قد غادر المنزل المستهدف قبل دقائق من التفجير.