نعمل وفق أجندتهم
كاتب المقال : عبد الله المجالي
لا زلنا لم نغادر نظام ردات الفعل أو “الفزعة” في اللغة العامية، ولا زال العدو هو الذي يفرض علينا أجندته، ولا زلنا نلهث وراءها دون أن يكون لنا برنامج خاص.
وفق أجندات العدو تزيد وتيرة عملنا واندفاعنا وغضبنا، وما إن يغيب ذلك عن الأجندة نفتر وننسى ونهدأ وكأن شيئا لم يكن.
الآن الجميع يتحدث عن الضم: هل تذكرون هذا المصطلح؟ بالطبع الجميع يذكرونه، فقد ملأ الآفاق قبل أربع سنوات، ودبجنا فيه المقالات والوقفات والمسيرات، وسالت أحبار كثيرة ببيانات وتصريحات وتنديدات واستنكارات، وهب المحللون ليوضحوا آثار الضم على فلسطين وعلى الأردن. وما إن غاب ذلك المصطلح عن أجندة العدو غاب عندنا كذلك، ولم يعد أحد يفكر فيه أو في أخطاره وآثاره!! لا بل إن البعض اعتبر أننا انتصرنا في معركة الضم لمجرد أنه الملف تراجع وغاب عن أجندة العدو.
وفي حين غاب الضم عن أجندتنا بالكلية، كان في الجانب الآخر يوضع فقط تحت الطاولة “لحين ميسرة”، وما إن قفز الضم على أجندة العدو قفز عندنا فجأة وسنعيد “سيرتنا الأولى” سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي.. فعاليات ومسيرات، بيانات وتنديدات ومؤتمرات!!
وفي حين لم يكن العدو صامتا طول الفترة الماضية، بل كان يعمل بجد لتنفيذ أجندته وكل ما حصل هو أن أرجعها للخلف قليلا، طوينا نحن الملف تماما وكأن شيئا لم يحدث.
ذات الأمر حصل في ملف الأونروا، ومن قبل في صفقة القرن التي سيطل رأسها علينا من جديد وإن بنسخة أسوأ. فماذا فعلنا طيلة السنوات الماضية لمواجهة صفقة القرن؟!! تفاعلنا معها حين كانت على أجندة العدو، ومن ثم طويناها حين أعادها العدو للخلف قليلا.
نظام ردات الفعل والفزعة هو المسؤول عن نفَسنا القصير في جميع القضايا المصيرية، وآن الأوان لتغيير هذه الثقافة القاتلة، والانتقال إلى ثقافة المؤسسية والتخصص والتخطيط بعيد المدى.