عدم حظر “الفيفا” لكرة القدم الإسرائيلية تواطؤ
كاتب المقال : علي سعادة
تشهد منصات التواصل الاجتماعي حملة واسعة من أجل فرض عقوبات على الفرق الإسرائيلية، وبشكل خاص كرة القدم، بسبب حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، وأيضا على الضفة الغربية ولبنان.
وقد فتحت أحداث العنف العنصرية التي شهدتها العاصمة الهولندية أمستردام وقام بإشعالها فريق مكابي تل أبيب حراكا شعبيا كبيرا على المنصات لمقاطعة هذا الكيان المراق والمنبوذ.
ومنذ حرب الإبادة الفاشية والنازية على قطاع غزة والمتواصلة منذ أكثر من 402 يوما استشهد أكثر من 450 رياضيا فلسطينيا بينهم لاعبون وإداريون ومدربون، فيما تجاوز عدد الشهداء جراء التطهير العرقي المتواصل في محافظة الشمال أكثر من 10 رياضيين. ودمر الاحتلال أكثر من 80 بالمئة من المنشآت الرياضية في القطاع، بما يشمل الأندية والملاعب والمؤسسات الرياضية.
ورغم أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم تقدم رسميا منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، بطلب لحظر الاتحاد الإسرائيلي من المشاركة في كرة القدم الدولية، إلا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (لفيفا) يماطل ولم يتخذ حتى اليوم أي قرار بشأن الدعوة الفلسطينية، زاعما أن لجنته التأديبية “ستراجع هذه الادعاءات”.
وأجل “الفيفا” التصويت على قرار حظر الاتحاد الإسرائيلي من المشاركة في كرة القدم الدولية ثلاث مرات.
لكن نفس الاتحاد ومعه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) حين أوعزت لهما الولايات المتحدة بمعاقبة الأندية والرياضة الروسية اتخذت القرار بعد أربعة أيام فقط من الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.
ودعم “الفيفا” واتحاداته مظاهر التضامن العالمي مع أوكرانيا في ملاعب كرة القدم، التي شهدت رفع الأعلام الأوكرانية، ونشر مناشدات وقف الحرب على الشاشات ودخول اللاعبين للملاعب بالعلم الأوكراني، وإهداء الأهداف واحتفالات الفوز لـ “أوكرانيا”.
وفي الجهة المقابلة، كان هناك تضييق على التضامن مع القضية الفلسطينية، أو رفع أعلام أو عبارات تضامنية، باعتبار أنها سياسية وخارج نطاق الرياضة.
ويقود هذا التوجه رئيس”الفيفا” جياني إنفانتينو الذي كان يزعم بأنه لا يجوز “خلط السياسة بكرة القدم”، لكنه خلطها وعصرها حين تعلق الأمر بروسيا! وأيضا عندما بادر لترويج التطبيع العربي مع دولة الاحتلال، ودعوته لتنظيم نسخة مشتركة من كأس العالم بين الإمارات والكيان الصهيوني.
وتقول حركة المقاطعة وفرض العقوبات (BDS) إن سلطت الاحتلال تسمح لفرق كرة القدم وكرة السلة المتمركزة في المستوطنات غير القانونية المبنية على أراض فلسطينية مسروقة باللعب في دورياتها الرسمية.
وأضافت في بيان سابق لها أن الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة السلة واللجنة الأولمبية الدولية فشلوا في اتخاذ أي إجراء ضد الرياضة الإسرائيلية.
وأكدت أنه “من خلال الفشل في التصرف، تسمح هذه الهيئات الرياضية لإسرائيل بتبييض صورتها وممارسة الغسيل الرياضي تجاه التهجير القسري للفلسطينيين ونظام الفصل العنصري وهجماتها العسكرية والإبادة الجماعية على الفلسطينيين”.
“الفيفا” تحت قيادة جياني إنفانتينو بصمته وعدم اتخاذه أي قرارا لحظر كرة القدم الإسرائيلية يضع نفسه في دائرة الاتهام بالتواطؤ في تدمير الحركة الرياضة ليس في قطاع غزة فقط وإنما في فلسطين التاريخية بأكملها، واستهداف الرياضيين الفلسطينيين بشكل ممنهج ومتعمد.