موجة إدانات هل تغني إيران عن الرد؟
كاتب المقال : عبد الله المجالي
كان لافتا حجم بيانات الإدانة والاستنكار للعدوان الذي نفذه الكيان على إيران.
هذا الأمر لم يلفت نظر المراقبين فقط، بل لفت نظر وزير الخارجية الإيراني ذاته الذي قال إنه صدرت الكثير من البيانات التي تضمنت إدانات واسعة، مشيراً إلى أن هذا هو أمر لافت للنظر حقا.
فقد سارعت معظم الدول العربية لإدانة العدوان الصهيوني على إيران وبعد ساعات فقط من ارتكابه، حيث أدانته الأردن والسعودية ومصر وقطر والإمارات والعراق والجزائر.
كذلك سارعت دول إسلامية مثل باكستان وماليزيا وإندونيسيا لإدانة العدوان الصهيوني على إيران.
وأجمعت تلك الدول على أن ما قام به الكيان هو اعتداء على السيادة الإيرانية وخرق للقانون الدولي.
وحملت بيانات الإدانة والاستنكار كذلك دعوات لخفض التصعيد والتحلي بضبط النفس، وحذرت من مغبة انزلاق المنطقة لحالة من الفوضى.
لا شك أن إيران ستشعر بالراحة والرضا لحملة الإدانة الواسعة وبهذه السرعة، ولا شك أن المواطن الإيراني سيشعر أن بلاده ليست معزولة، وأن هناك تضامنا واسعا مع بلاده. في حين هناك محاولات غربية لإظهار إيران وكأنها دولة معزولة وذلك بسبب دعمها لحركات المقاومة.
ولا شك أيضا أن تلك البيانات التي وإن حملت نوعا من التضامن مع إيران، إلا أنها حملت دعوة غير مباشرة لعدم الرد على العدوان. كما أن بيانات دول الخليج بالذات تأتي في سياق تأكيد صدق تعهداتها برفض استخدام أراضيها لشن أي عدوان على إيران.
يمكن لطهران أن تقدم ذلك التضامن الواسع لمواطنيها على أنه علامة على أن العدوان الصهيوني فشل ولم يحقق أهدافه، ولم يستطع عزل إيران عن محيطها، خصوصا أن تقارير صدرت عن المؤسسة العسكرية أكدت أن الأضرار كانت محدودة.
لكن اللافت أن أيا من تلك الدول لم تتطرق لا من قريب أو من بعيد عن حق إيران بالدفاع عن نفسها، كما صرحت الدول الغربية حين استنكرت وأدانت الضربة الإيرانية للكيان مطلع الشهر الحالي، حيث أكدت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على أن للكيان حق في الدفاع عن نفسه.
أخيرا فإن لدى طهران حساباتها الخاصة فيما يتعلق بالرد على العدوان، وبالتأكيد هي ستدرس ذلك وتعمل وفق مصالحها الاستراتيجية.