لماذا نقف إلى جانب المقاومة ونتكئ عليها؟
كاتب المقال : علي سعادة

نقف مع المقاومة ليس بوصفها فصائل مسلحة، أو لأسباب فكرية وإيديولوجية، ولا نقف معها ترفاً، أو للمزايدة في المواقف على الآخرين، ولا ننظر إلى الأشخاص مهما كانت أهميتهم ودورهم في المقاومة، وليس وقوعا تحت إغواء وإغراء الشعارات الرنانة والهتافات المثيرة أو الأناشيد التي تحرك المشاعر بأعلى درجات الحماسية.
الأمر ليس كذلك، لأنه لو كان كذلك كنا أرحنا رؤوسنا ووضعناها بين باقي الرؤوس غير المكترثة لما يجري في محيطنا العربي من حروب ومن مؤامرات خارجية تهدف إعادة تقسيم الوطن العربي وكأننا أمام المرحلة الثانية من وعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو، وغيرها من المؤامرات.
نقف إلى جانب المقاومة لأنها تعبر عن المشروع الوطني الفلسطيني الذي من أجله قامت كل الثورات الفلسطينية بدءاً من ثورة البراق والثورة الفلسطينية الكبرى ووصولا إلى طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
نقف إلى جانبها لأنها قررت وقف جرائم العدو ومجازره بحق الشعب الفلسطيني على مدى 76 عاما، والبدء في تدفيعه الثمن، وقررت منع هذا المحتل من تدنيس المقدسات، ومن التنكيل وتعذيب الأسيرات والأسرى في سجون ومعتقلات الاحتلال الفاشي والنازي.
نقف إلى جانب المقاومة لأننا نرى ونشاهد خذلان السلطة الفلسطينية في المقاطعة برام الله لشعبها وتحولها إلى أداة بيد الاحتلال دون أدنى حد للمقاومة، بل على العكس تقوم بدور وظيفي مخجل ومخز لصالح هذا العدو الذي أعلن عن خططه بشكل علني وبدأ بتنفيذها لتهجير الفلسطينيين عن أرضهم وتدمير مقومات الحياة في أماكن تواجدهم، وبات الحديث عن الترحيل والتهجير يتحول إلى إجراءات وقرارات تحظى بدعم ومساندة الولايات المتحدة بغض النظر عمن يكون في البيت الأبيض.
نقف إلى جانب المقاومة لأن منظمة التحرير الفلسطينية التي وضعت على عاتقها تنفيذ المشروع الوطني الفلسطيني في عودة اللاجئين والنازحين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، سرقتها واستولت عليها رام الله وحولتها بعد اتفاقية “أوسلو”إلى حزب حاكم إقصائي وإلى زمرة حكم فاسدة وقمعية، ومن حركة تحرير وطني إلى منسق مع الاحتلال وشريك له في مطاردة المقاومة، وإلى طرف متواطئ في حرب الإبادة التي يشنها المحتل الفاشي في قطاع غزة وفي الضفة الغربية.
لذلك كله كانت المقاومة الملجأ الوحيد، ووحدها القادرة بإذن الله، على إفشال جميع خطط التهجير والترحيل والإبادة التي يخطط لها شياطين تل أبيب وواشنطن.