الحرب على الفلسطينيين
كاتب المقال : عبد الله المجالي

وقع كثير من العرب في خطأ جسيم حين صدقوا أن حرب الكيان الصهيوني كانت على حركة حماس وفصائل المقاومة. ونتيجة لذلك دعم كثير منهم سرا حرب الإرهابي نتنياهو، ورأوا فيها فرصة للتخلص من حركة حماس التي يراها بعضهم ذراعا لإيران، ويراها آخرون عائقا أمام الحل السلمي للقضية الفلسطينية!!
وذهب بعض العرب بعيدا حين دعموا العدوان علنا من خلال الذباب الالكتروني الذي هاجم المقاومة، بل هاجم الفلسطينيين أنفسهم.
كان واضحا منذ اجتياح رفح أن الحرب كانت ضد الوجود الفلسطيني، كانت حرب تطهير وإبادة جماعية، وإلا ما معنى تدمير كل مقومات الحياة في غزة، وما معنى القصف العشوائي، وما معنى حرب التجويع، وما معنى عشرات الآلاف من الأطفال والنساء القتلى، وما معنى تدمير حوالي 80 بالمئة من المباني وتشريد حوالي 2 مليون إنسان؛ لكن العرب لسبب ما ظلوا منساقون للرواية الصهيونية، على الأقل هذا ما تقوله مواقفهم العملية وليس العلنية.
الموقف السلبي أو المعادي لكثير من العرب تجاه المقاومة وتجاه حماس، تم استغلاله بشكل كبير من قبل الكيان الصهيوني الذي ظل يروج أنه يحارب الإرهاب نيابة عن العرب!! وحتى حين كان يرتكب مجازره كان يبررها بأنها هجوم على أحد قيادات “الإرهاب”، وحين كان يدمر البيوت كان يبررها بأنها تؤوي “الإرهابيين”، وحين كان يحاصر المستشفيات ويقصفها ويقتحمها كان يبرر ذلك بأنها مراكز قيادة لـ”لإرهابيين”، وهكذا برر مجازر مراكز الإيواء والمساجد ومخيمات النازحين، وعندما كان يمنع المساعدات والوقود كان يبرر ذلك بأن “الإرهابيين” يستولون عليها، وحين منع وكالة الغوث برر ذلك بأنها تقدم المساعدة لـ”الإرهابيين”.
كل تلك الدلائل لم تقنع بعض العرب أن الحرب التي تشن هناك هي حرب على الوجود الفلسطيني وحرب على القضية الفلسطينية، وهو ما ثبت أخيرا بالدليل القاطع، وقد آن الأوان للعرب أن يصحوا على الحقيقة، وهي أن الكيان لا يمكن أن يخوض حربا ليست حربه، أو أن يخوض حربا نيابة عن الآخرين. فالكيان لا يخوض إلا حربه ولمصالحه فقط، ومصالحه تقتضي تصفية القضية الفلسطينية بأي شكل حتى لو كان ذلك على حساب أشد المطبعين.