تعليق المساعدات
كاتب المقال : عبد الله المجالي

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا بتعليق جميع المساعدات الخارجية التي تقدمها الولايات المتحدة لمدة 90 يوما لغايات مراجعتها.
وعلى ضوء ذلك أصدر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مذكرة داخلية إلى جميع السفارات والبعثات الدبلوماسية الأمريكية، توضح تفاصيل القرار.
أما معيار المراجعة فهو إن كانت تلك المساعدات تتوافق مع أهداف السياسة الخارجية للرئيس ترامب، والتي لخصها روبيو بثلاثة أسئلة: هل تجعل المساعدات أمريكا أكثر أمانا؟ هل تجعل أمريكا أقوى؟ هل تجعل أمريكا أكثر ازدهارا؟.
وتعد الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات الخارجية في العالم. وفي عام 2023، بلغت المساعدات الأمريكية 68 مليار دولار.
وبالطبع فقد نمت تلك المساعدات بالتزامن مع تصاعد القوة الأمريكية وهيمنتها على مناطق شاسعة في العالم، وهي تخدم أولا وأخيرا المصالح الأمريكية.
لكن ترامب لديه فلسفة أخرى وهي أنه يريد أن يرى فوائد مباشرة ومادية لتلك المساعدات، فهو لا يؤمن بالعائدات المعنوية أو البعيدة المدى أو الفوائد غير المباشرة.
بالطبع فإن الدول التي تعتمد على المساعدات الأمريكية مثل الأردن ستعاني جراء هذا التعليق، لكن هنا ثمة ملاحظتين:
أولا: هذا التعليق لا يستهدف الأردن بالذات، فالقرار شمل جميع أنواع المساعدات الخارجية والتي تستفيد منها عشرات الدول والمنظمات الأممية، ومن تلك الدول حلفاء استراتيجون للولايات المتحدة مثل كوريا الجنوبية، وحتى أوكرانيا لم تستثن من ذلك.
ثانيا: ما جرى هو تعليق للمساعدات لغايات المراجعة، وهذا لا يعني بحال من الأحوال أن المساعدات قد جمدت أو ألغيت، وهناك فرصة كبيرة لاستئنافها وربما قبل انتهاء فترة التسعين يوما. وهناك شعور بأن الأردن سينجو من تلك المراجعات بسبب تحالفه الاستراتيجي مع الولايات المتحدة وموقعه الجيو سياسي الذي تعترف به واشنطن وينعكس ذلك بالتواجد الأمريكي في الأردن. كما أن الأردن كان قد وقع مذكرة تفاهم مع الجانب الأمريكي لتلقي منحة نقدية سنوية تزيد عن مليار دولار أمريكي كل عام حتى عام 2029، وذلك لدعم الموازنة العامة.
ثالثا: هذا لا يعني أن مسألة إعادة المساعدات ستكون مضمونة 100%، كما لا يعني أنه لن تمارس ضغوط أو ابتزازات، لكن احتمالات ذلك ليست كبيرة.
رابعا: أخيرا فإن هذا الوضع واحتمالية فقدان المساعدات الأمريكية، أو التعرض لابتزازات مقابلها، يستلزم وقفة مراجعة شاملة لمسار التحالف والتعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.