مشهد سينمائي مدهش في “ميدان فلسطين” بغزة اليوم
كاتب المقال : علي سعادة

اختيار المكان لم يكن مصادفة فميدان فلسطين وسط مدينة غزة، الذي سلمت فيه الأسيرات الإسرائيليات في عرض عسكري وشعبي مهيب، صفعة للاحتلال لأنه المكان الذي تعرض لعمليات مسح وإبادة طيلة 15 شهرا.
وظهرت فيه نخبة القسام وهم يحملون بنادق رشاشة متطورة غنموها من جيش الاحتلال خلال الهجوم على المواقع العسكرية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وتعرف هذه البندقية باسم “تافور”.
المشهد ظهيرة هذا اليوم كان مدهشا واستثنائيا دفع بالمخرجة المخرجة الإسرائيلية عينات فايتسمان إلى التعليق على مراسم الإفراج عن الأسيرات المجندات بقولها: “يا للإخراج! الديكورات، الملابس، الإعداد المسرحي..هكذا يتم إخراج الانتصار المطلق”.
واعتبر موقع “واللا” العبري بأن “مشاهد عملية تبادل الأسيرات من غزة هي عرض صادم هز كل إسرائيل”. فيما تحدثت القناة 14 العبرية بأسى : “يمكن للجيش الإسرائيلي أن يروي القصص حتى الغد عن تدمير حمــاس، لكن الواقع يُظهر أن هذا التنظيم يسيطر سياسيًا وعسكريًا على غزة.”
لينضم إليهم موقع “إكسبرس” العبري ببكائية تسرنا كثيرا: “ظهور عناصر القسام بجانب المجندات الأسيرات يحملون أسلحة تافور التي غنموها من نخبة الجيش الإسرائيلي يشكل إهانة كبيرة للجيش”
الآلاف احتشدوا في ميدان فلسطين الذي وصله جيش الاحتلال خلال توغله في مدينة غزة في أكثر من مرة، في تأكيد من المقاومة على السيطرة على مركز مدينة غزة. وبأن الكلمة الأخيرة للمقاومة فقط.
ومجرد ظهور المجندات بالزي العسكري إهانة بليغة ومؤثرة للجندي الإسرائيلي الذي طالما افتخرت به دولة الاحتلال وبأنه الجيش الذي لا يقهر، فكانت الصور والفيديوهات اليوم تقول بأنه هذا الجيش يعيش مرحلة إذلال ستبقى عالقة في ذاكرة الصهاينة لسنوات طويلة .
مشاهد وتفاصيل تسليم المقاومة للأسيرات المجندات الأربع اليوم تحكي إبداع مقاومة وتروي قصة بطولة أسطورية سيتحدث عنها التاريخ طويلا.
هذه المشاهد تبعث برسائل عميقة ذات دلالات استراتيجية لحكومة الاحتلال الفاشية وجيشها المجرم وداعميهم في عدوانهم ضد الشعب الفلسطين، عليهم أن يلتقطوها.
احتشاد جماهير لمواكبة عملية التسليم بقيادة المقاومة هو تجسيد للتلاحم الشعبي معها، وتأكيد للالتفاف حولها، واحتضانها على امتداد 471 يوما. وهو احد أشكال الانتصار في مواجهة حرب الإبادة.