الأخبار

حين أفاق الصهاينة على “اليوم التالي” لغزة فوجدوا حماس

يناير 19, 2025 4:58 م
كاتب- علي سعادة

طيلة 15 شهرا من الحرب الوحشية على قطاع غزة كان مصطلح “اليوم التالي” الأكثر تداولا من قبل السياسيين والإعلام وغيرهم، وكان نتنياهو يرى اليوم التالي بدون حركة المقاومة الإسلامية (حماس). لكننا اليوم في الساعات الأولى لوقف إطلاق النار بغزة وبدء تبادل الأسرى، عرفنا ما هو “اليوم التالي”.
وقد لخصه الصحفي الصهيوني چاي بيخور وهو يتحدث بمرارة: “تنتشر شرطة حــماس وقواتها العسكرية في كافة أنحاء قطاع غزة، ويتم استقبالهم كأبطال. يبدو الجميع بملابس جميلة، سيارات جديدة، منازل قائمة، ربما لم تكن هناك حرب! وكانت مجرد كذبة! أأنتم تشاهدون “اليوم التالي” الشهير؟!”.
وهو ما يؤكده أيضا الباحث الإسرائيلي مايكل ميلشتاين “لا جدوى من إثارة مسألة “اليوم التالي” لأنه من الواضح تماما أن “اليوم التالي” هو هنا الآن: حماس.”
نعم هذا هو “اليوم التالي”: عودة حماس إلى حكم غزة.
ومثلت مسألة “اليوم التالي للحرب” في قطاع غزة عقدة كبيرة في سير المفاوضات مع الاحتلال، خاصة بعد إعلان نتنياهو أنه لن يسمح لحماس بالعودة للحكم في القطاع بعد انتهاء الحرب. وأدرج نتنياهو عدم عودة حماس للحكم ضمن الأهداف المعلنة للحرب الإسرائيلية، التي امتدت لأكثر من 470 يوما، ليتم التوافق في المرحلة الثانية من المفاوضات على إدارة جديدة للقطاع.
وجرت مفاوضات فلسطينية-فلسطينية لتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة مكونة من شخصيات مستقلة، كان من أهم مهامها تولي مسائل الإغاثة والإعمار في المراحل الأولى من الصفقة، ومن ثم إعادة ترتيب البيت الفلسطيني بشكل كامل.
ومع ذلك، لم تفض تلك المفاوضات إلى أي نتيجة بسبب رفض رئيس السلطة محمود عباس للتوافق الفلسطيني، إضافة إلى رفضه الخطط التي قدمها الوسيط المصري لتلك الإدارة.
الاحتلال ورعاته فشلوا في إيجاد بديل لحركة حماس في غزة، وهو ما أكدته منصات إسرائيلية عديدة بقولها: “لا تترك الصور القادمة من غزة مجالا للشك، لقد فشلت إسرائيل في خلق بديل حاكم لحماس”.
وتبدو السلطة وحركة فح في حالة “حرد”، وتمتنع عن القيام بواجباتها الوطنية مع أن وقف النار في غزة يمثل فرصة ذهبية للفصائل الفلسطينية، خاصة لحركة فتح، التي يفترض أن تفكر خارج الصندوق، وتهرول لترتيب البيت الفلسطيني.
القوة والانتصار في غزة يجب أن يستثمرا لترتيب البيت الفلسطيني، ومحو حالات الإقصاء والتفرد التي تسيطر على عقلية رام الله.
لكن هيهات أن يستمع لصوت العقل من لا يزال ينظر لنصف شعبه وكأنهم العدو!

مواضيع ذات صلة
الحرب على الفلسطينيين
الحرب على الفلسطينيين

فبراير 9, 2025 11:22 م

وقع كثير من العرب في خطأ جسيم حين صدقوا أن حرب الكيان الصهيوني كانت على حركة حماس وفصائل المقاومة. ونتيجة...
فقاعة التهجير الامريكية تلامس زوايا محور نتساريم الحادة
فقاعة التهجير الامريكية تلامس زوايا محور نتساريم الحادة

فبراير 9, 2025 7:18 م

محور نتساريم احتل مكانته في الدعاية الاسرائيلية كعنوان لانتصار الاحتلال على المقاومة الفلسطينية، غير انه تهاوى اليوم الاحد بمعول المقاومة...
هل معاهدة الدفاع العربي قابلة للتطبيق حالياً لمواجهة ترامب؟
هل معاهدة الدفاع العربي قابلة للتطبيق حالياً لمواجهة ترامب؟

فبراير 8, 2025 5:19 م

نسمع ونقرأ كثيرا عن معاهدة الدفاع العربي المشترك أو اتفاقية الدفاع العربي المشترك، لكننا لم نشاهد هذه الاتفاقية تطبق على...
خبر على الماشي
خبر على الماشي

فبراير 8, 2025 4:40 م

باشرت دول البلطيق بالانفصال عن شبكة الكهرباء الروسية. وقال الناطق باسم الشركة ماتاس نوريكا: “أؤكد أن عملية الانفصال بدأت”، بعدما...
“واقعية” العرب والأمريكان ستضعنا أمام خطر وجودي
“واقعية” العرب والأمريكان ستضعنا أمام خطر وجودي

فبراير 6, 2025 3:44 م

أصحاب ما يسمى “الرؤية الواقعية” لا توجد لديهم خطوط حمراء أو أية محظورات من أي نوع، “واقعيتهم” تبرر كل شيء...
أوهام ترامب
أوهام ترامب

فبراير 6, 2025 3:24 م

يبدو أن فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة تعززت في دماغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد لقائه الإرهابي الخبيث بنيامين...