نديم قطيش و”بق البحصة”!!
كاتب المقال : عبد الله المجالي
الإعلامي اللبناني المعروف ومدير قناة “سكاي نيوز عربية” التابعة للشركة العالمية للاستثمارات الإعلامية الإماراتية يلخص نظرة الأنظمة العربية إلى ما يحدث في سوريا، من وجهة نظره طبعا، وبما يتاح له من معلومات بحكم منصبه الإعلامي وتواصله مع مسؤولين وصناع قرار في المنطقة العربية.
بحسب قطيش فإن العرب (والقصد هنا بالطبع الأنظمة العربية) لن ترضى بقوى متطرفة سنية أن تحكم سوريا، وبلهجة المتحكم بالمشهد كله، (رغم أن الأنظمة العربية لا ناقة لها ولا جمل بما حصل في سوريا، بل على العكس فإن بعض الأنظمة ظلت تدعم الدكتور الدكتاتور حتى آخر نفس)، يقول مخاطبا تركيا: “العرب لن يقبلوا أن يحكم سوريا متطرفون سنة” (والمقصود هنا الشرع وزملاؤه في هيئة تحرير الشام). ويضيف بلغة أكثر حزما: “لن يكون هناك مصر محمد مرسي في العالم العربي، انتهت، هذا قرار عربي كبير، وهناك استعداد لدفع أعلى الأثمان كرماله (من أجله)”.
أغبط الأستاذ نديم قطيش على ثقته الكبيرة بما يقول، فحتى لغة الجسد وهو يتحدث تنم على ثقة كبيرة جدا، فمن أين يستمد قطيش كل هذه الثقة، خصوصا أنه يتحدث باسم العرب (مرة أخرى الأنظمة العربية وليس الشعوب)؟ فهل العرب مجمعون على ذاك الموقف الذي عبر عنه؟ أم بعض العرب؟ أم قلة قليلة من العرب؟
ثم ما هي الأثمان الكبيرة التي يمكن أن يدفعها العرب (الذين يقصدهم قطيش طبعا)؟ وهل الدماء من ضمن تلك الأثمان؟!!
ثم إذا كان العرب على هذه الدرجة من القوة والحزم، فلماذا لم نر هذا الحزم في مواجهة الإبادة الجماعية في غزة؟!! هناك عجز عربي عن إيقاف تلك الإبادة، لكن حزم السيد قطيش وكلامه عن قدرة العرب في سوريا، يجعلنا نفكر أن الأمر ليس عجزا فقط!!
كثيرون قلقون على مصير الثورة السورية، وكثيرون يحذرون حكام سوريا الجديدة من دسائس ومؤامرات “الثورة المضادة” حتى لو لبسوا ثياب الحملان، وجاؤوا فرادى وزرافات إلى دمشق مبتسمين. في حين يقلل البعض من ذلك على أساس أن العرب يسعون إلى سوريا موحدة ومستقرة لأن في ذلك مصلحة عربية، وأن الفوضى ستؤدي إلى كوارث ستنتقل بالضرورة إلى الدول العربية في الإقليم، ويأتي قطيش ليدعم رأي الفئة الأولى ويؤكد وجهة نظرهم.
بقي أن نقول إن الكيان الصهيوني لم يستطع أن يستفرد بقطاع غزة إبان حكم محمد مرسي، وإنه أرسل رئيس وزرائه لزيارة القطاع في ظل عدوان صهيوني لم يستمر سوى أيام أمام إصراره على وقف العدوان، وقال قولته المشهورة: “لن نترك غزة وحدها”. وفي عام حكمه لم يسجن صحفي واحد، ولم تغلق أي قناة فضائية، ولم يحظر أي برنامج حتى تلك التي كانت تسخر منه، ولم يبن أي سجون جديدة. وفي عام حكمه حصل المصريون لأول مرة على خبز وزيت طعام بمواصفات جيدة.
البعض قارن بين فيديو مقابلة قطيش تلك وحسمه بأنه “لن يكون هناك مصر مرسي مرة ثانية في العالم العربي” وحتى بلغة جسده ونبرة صوته وحركات يديه، بفيديو متداول لزعيم حزب الله السابق حسن نصر الله حين قال بعد عام 2015: “قصة إسقاط النظام (الأسد) خلصنا منها، وهذا ليس في قدرة أبو محمد الجولاني ولا أم محمد الجولاني”!!