الأنظار كلها صوب غزة
كاتب المقال : عبد الله المجالي
بعد توقف أصوات المدافع وأزيز الرصاص على الجبهة اللبنانية يعود التركيز على الجبهة المشتعلة التي لم تخمد منذ حوالي 13 شهرا.
ظلت غزة طوال الفترة الماضية تواجه حرب الإبادة الجماعية بصمود أسطوري، ورفضت المقاومة عروضا للاستسلام أو مغادرة غزة، وظلت تصر على حقها في غزة نظيفة من أي جندي صهيوني.
نظرت غزة إلى جبهات الإسناد العسكري بكثير من التقدير والاحترام بالرغم من محاولات العدو الكبيرة لإفراغ “وحدة الساحات” من مضمونها بدعم ومساندة من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وقد نجحت في ذلك إلى حد بعيد حتى قبل وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في لبنان.
الآن باتت غزة ساحة المواجهة المباشرة الوحيدة بين محور المقاومة والعدو الصهيوني، ولذلك ينشط العدو وداعموه إلى تسويق وقف إطلاق النار في لبنان على أنه تخل من محور المقاومة بقيادة إيران عن غزة.
ستتزايد الضغوط على المقاومة في غزة، خصوصا أن وقف إطلاق النار في لبنان تم في ظل بقاء جيش العدو في الأراضي اللبنانية إلى 60 يوما، وفي ظل موافقة حزب الله على سحب قواته إلى خلف نهر الليطاني، وعدم ربط وقف إطلاق النار بجبهة غزة.
وستعمل جهات عدة إلى استغلال ذلك لبث الإحباط في نفوس قيادة المقاومة سواء داخل أو خارج غزة للقبول بمقترحات تلبي المطالب والشروط الصهيونية بالدرجة الأولى على حساب مطالب ومواقف المقاومة التي طالما أعلنتها وتمسكت بها.
مع كل تلك التوقعات المتشائمة، هناك مقاربات أخرى تشير إلى أن ضغوطا كذلك ستمارس على العدو، فتوقف جبهة لبنان يعني أن كل ثقل الوسطاء سيتوجه للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة، كما أن ورقة الأسرى لدى المقاومة لم تفقد أهميتها بعد، وربما تزيد الضغوط الداخلية على العدو للالتفات إليها بعد الانتهاء من جبهة لبنان.
ثم بعد أيام ستنتهي الجلبة في جنوب لبنان، وستستعيد جبهة غزة الزخم الإعلامي والاهتمام الدولي الذي فقدته خلال أكثر من شهرين من التصعيد في الجبهة اللبنانية.