الأخبار

نتنياهو ورحلة البحث عن قوات الاحتياط

أكتوبر 10, 2024 12:01 م
حازم عياد

حازم عياد

لمواجهة شبح الاستنزاف الذي يلوح في الأفق يعول نتنياهو على الحلفاء الأمريكان والأوربيين والعملاء والطابور الخامس في دول المواجهة سواء إيران أو لبنان أو سوريا أو اليمن أو فلسطين لتعويض الفشل والنقص في قوات الاحتياط التي تعاني الإنهاك والتعب، هذا كان ملخص خطابه الأخير الليلة الفائتة الذي خاطب فيه اللبنانيون واضعا إياهم أمام مفترق طرق وداعيا لمواجهة حزب الله والإطاحة به كما دعى إلى الإيرانيين للإطاحة بالنظام الإيراني.
هو الخطاب الأغبى الذي قدمه نتنياهو منذ بداية الحرب وهو الأكثر فجاجة وسخافة من ناحية أخرى، إذ سيتولد عنه رد فعل معاكس، ومن كافة أطياف المعادلة اللبنانية، فهو يدفع نحو الوحدة وعزل لأصوات المنتقدة التي ستبدو أكثر حرجا وتحفظا بعد خطاب نتنياهو الذي عكس غباء وانعكاسا لهاجس الفشل والاستنزاف الذي يلاحقه ويتربص به وبجيشه في لبنان وفلسطين والعراق وسوريا وإيران واليمن والمنطقة برمتها.
جبهة نتنياهو الداخلية الأكثر اضطربا وانقساما بين يمين ديني متصهين يحكمه المتدينون الكسالى الرافضون للخدمة في قوات الاحتياط، وآخر قومي علماني ليبرالي عنصري متطرف يحكمه رجال الأعمال وأصحاب المهارات العليا الفارين من الخدمة في الجيش نحو أوروبا وأميركا.
جبهة الاحتلال الإسرائيلية مستنزفة اقتصاديا وبشريا، فبعد أن ذكر استطلاع للرأي أجري حديثا في الكيان أن 12% من الإسرائيليين فقدوا فرد من العائلة في المعركة في حين قال 36% منهم أن إحدى معارفهم فقد شخصا في المعارك، من عينة تضم 600 ألف مستوطن، يتأكد بأن عدد القتلى يقارب 7 آلاف قتيل في الحد الأدنى، وهو سبعون ضعفاً عن الأرقام المعلنة رسميا من جيش الاحتلال ، نزيف يضاف لمن غادروا أرض المعركة نحو أوروبا وتجاوز تعدادهم النصف مليون نسمة مع احتمال بأن ينضم إليهم ما يقارب المليون خلال العام المقبل.
كان الأجدى بنتنياهو أن يخاطب جبهته الداخلية ورجال الأعمال والمستثمرين الذين أغلقوا شركاتهم، ونقلوا أموالهم واستثماراتهم من الكيان، فهم الطابور الخامس الذي يعول عليه الفلسطينيون، ومن ورائهم إيران ولبنان للانتصار في حرب الاستنزاف الطويلة وهو طابور لا يحتاج إلى توجيه من حماس أو حزب الله بل حسن اطلاع على العجز والفشل الذي يواجهه الاحتلال في ميدان المعركة وغياب الأفق الدال على نهايتها.
خلاصة القول، نتنياهو في مأزق كبير سيزداد اتساعا وعمقا بمرور الوقت، المقاومة في لبنان وفلسطين أعلنت بوضوح أنها تعد لحرب استنزاف طويلة، فهل نتيناهو وجبهته الداخلية مستعدة لذلك، وهل يكفي الرهان على أميركا لوقف النزيف البشري والإنهاك العسكري لسلاح الجو والبر في جيش الاحتلال، وهل سيستدعي نتيناهو ابنه يائير من فلوريدا في أميركا للمشاركة في القتال و الحريديم من مدارسهم الدينية بدل البحث عن الاحتياط في طابور خامس تم حله منذ زمن بعيد، أم سيكتفي بإلقاء الخطابات ودعوة المستوطنين للصمود والامتناع من الانضمام إلى ابنه على شواطئ فلوريدا المشمسة.

مواضيع ذات صلة
الثورة المضادة بين أولويات “إسرائيل” وأولويات الثورة السورية
الثورة المضادة بين أولويات “إسرائيل” وأولويات الثورة السورية

ديسمبر 10, 2024 9:28 م

الطرف الإقليمي المبادر إلى خلط الاوراق وتعزيز حضوره في ما بعد انتصار الثورة السورية كان الاحتلال الاسرائيلي، وبمباركة من الجانب...
11 شهيداً برصاص أمن السلطة وعباس يرفض “اللجنة المجتمعية”!!
11 شهيداً برصاص أمن السلطة وعباس يرفض “اللجنة المجتمعية”!!

ديسمبر 10, 2024 8:15 م

مشهد صادم لا تفسير له سوى أن الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية برام الله تحولت إلى آلة قتل تنفذ أجندة...
لماذا انهار الجيش السوري فجأة؟!
لماذا انهار الجيش السوري فجأة؟!

ديسمبر 9, 2024 9:45 م

غير مفهوم إطلاقا انسحاب الجيش السوري النظامي من المناطق الحدودية وبشكل خاص في المناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة، انسحاب الجيش...
إلى الذين يستكثرون على الشعب الفلسطيني مقاومة الاحتلال
إلى الذين يستكثرون على الشعب الفلسطيني مقاومة الاحتلال

ديسمبر 9, 2024 4:29 م

لحظة الانتصار كفيلة بأن تمحي كل المآسي مهما كانت قاسية ومهما استمر عصفها، لا لأن المآسي قد محيت فعلا، بل...
سوريا بلا آل الأسد بين الآمال والأخطار
سوريا بلا آل الأسد بين الآمال والأخطار

ديسمبر 8, 2024 6:52 م

انتهى عهد عائلة الأسد بطريقة دراماتيكية، وهام هم السوريون يتنفسون هواء بلا رقابة من الأجهزة الأمنية التي أبدع في إنشائها...
أين اختفى سهيل الحسن مرتكب جريمة البراميل المتفجرة؟!
أين اختفى سهيل الحسن مرتكب جريمة البراميل المتفجرة؟!

ديسمبر 8, 2024 4:30 م

الجميع يبحث عنه، أين اختفى مرتكب جريمة البراميل المتفجرة ومجزرة الغوطة، هل غادر سوريا مع باقي قادة النظام، أم أنه...