الأخبار

هل نضج الحل السياسي في غزة؟

ديسمبر 3, 2024 6:14 م
رأفت مرة

(*) كاتب فلسطيني

في الايام القليلة الماضية ارتفعت وتيرة الاتصالات السياسية حول قطاع غزة ، وجرت عدة جولات من الاتصالات واللقاءات مع مختلف الأطراف، وعادت هذه القضية للصدارة في وسائل الاعلام والقنوات الدبلوماسية.
ويعود سبب ارتفاع الحرارة في التواصل السياسي إلى جملة من التطورات أهمها: التوصل لاتفاق وقف النار في لبنان، وازدياد الضغوط الدولية لانهاء الحرب ، ورغبة الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب بإنهاء الحروب في المنطقة.
يضاف إلى ذلك أن الوضع الإنساني في قطاع غزة وحجم الارهاب الإسرائيلي تجاوز قدرة العالم على تحمله، لدرجة ان وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون اتهم حكومته انها تنفذ سياسة الابادة الجماعية.
وابلغ جيش الاحتلال الإسرائيلي حكومته ان التطورات الحاصلة في المنطقة تدفع لإنهاء الحرب، ومن هذه العوامل الهدوء مع لبنان والتطورات في سوريا، كما أن هناك ضغوطا كبيرة على نتنياهو لإبرام صفقة لإخراج الأسرى من غزة.
يضاف لهذه العوامل ان المجتمع الفلسطيني صمد وتحمل العنف والارهاب، وأن المقاومة تنفذ عمليات مهمة جدا ومعقدة، وتضرب الاحتلال في كل قطاع غزة.
ومؤخرا بذلت الإدارة الأمريكية جهودا مكثفة عبر الوسطاء للتوصل لاتفاق، وسافر وفد من حركة حماس للقاهرة، وقالت معطيات اعلامية ان هناك تقدما لكن لم يحصل اختراق كبير للآن.
في المشهد العام تشير المعطيات السابقة إلى ارتفاع زخم المفاوضات لإنهاء الحرب في غزة، لكن هناك مجموعة من المعوقات الكبرى التي تهدد مسار التوصل إلى حل.
فحركة حماس تتمسك بالاهداف التي حددتها في أكثر من محطة وهي: وقف نهائي للحرب، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، والإعمار والاغاثة وحرية تنقل المواطنين وإنجاز عملية تبادل وازنة للاسرى.
في المقابل ترفض حكومة الاحتلال وقف الحرب، وتعرض اطلاق الأسرى فقط مقابل هدنة مؤقتة، وتصر على بقاء جيش الاحتلال في قطاع غزة وحدود القطاع ومعبر فيلادلفيا، وترفض الانسحاب من محور نتساريم، وتتعهد بالاستيطان في عدة مناطق، وتتجاهل قضايا الإغاثة والإعمار، وتصر على منع اي دور لحماس في القطاع.
كما يخشى نتنياهو ان يؤدي وقف العدوان إلى انفراط تحالفاته، وانهيار حكومته، وبدء مرحلة محاكمته التي يخشاها.
ولا تزال الفجوة كبيرة بين المواقف، لكن خلال الأيام القليلة المقبلة ستتضح الأمور بشكل نهائي، خاصة مع الإصرار الامريكي على وقف الحرب، وإعلان عدة مصادر إسرائيلية عن تراجع حكومة نتنياهو في بعض القضايا مثل التواجد في معبر فيلادلفيا، واعلان حركة حماس عن مقتل 33 اسيرا فقط؛ ما يعني وجود عدد كبير من الأحياء.
ونشير إلى أن الفرق بين مفهومي حماس وحكومة الاحتلال ان حماس تريد وقف نهائي للعدوان، وحكومة نتنياهو تريد استمراره، وهذه النقطة مهمة جدا؛ فهي تعني العودة للعدوان في كل وقت، وهو ما لا يجد قبولًا عند جهات دولية متعددة، ومنها الامريكي.
المفاوضات متواصلة عبر أكثر من طرف، وكان لافتًا اعلان مسؤول الامن القومي الامريكي جاك سوليفان ان حركة حماس وحدها التي تملك رؤية كاملة لإنهاء الحرب.
قد تصل الحوارات إلى قبول حماس بالتدرج في تنفيذ مطالبها؛ ما يشكل فرصة لوضع الاحتلال أمام واقع مرن، وهو ما يفتح الباب لاتفاق قبل 20 يناير 2025 موعد دخول ترامب البيت الأبيض.

مواضيع ذات صلة
الإرهابي نتنياهو المحشور
الإرهابي نتنياهو المحشور

يناير 14, 2025 7:11 م

يبدو الإرهابي نتنياهو اليوم محشورا أكثر من أي يوم مضى منذ هجوم طوفان الأقصى، فمستقبله السياسي على المحك. نتنياهو يُجرّ...
نتنياهو أذل “بايدن الإبادة” لكنه انحنى أمام ترامب وقبل بـ”الصفقة”!
نتنياهو أذل “بايدن الإبادة” لكنه انحنى أمام ترامب وقبل بـ”الصفقة”!

يناير 14, 2025 4:07 م

أثبتت الأحداث الأخيرة بأن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بعد أقل من أسبوع ، جو بايدن، كان هو من يقف وراء...
تقارير ديوان المحاسبة “المذهلة”
تقارير ديوان المحاسبة “المذهلة”

يناير 13, 2025 5:16 م

من يطلع ويقرأ تقرير ديوان المحاسبة ستصيبه الدهشة والذهول، ويذهب به الأمر إلى أن هذا التقرير المليء بالمخالفات المالية التي...
التمدد الإسرائيلي من العقبة إلى الرياض
التمدد الإسرائيلي من العقبة إلى الرياض

يناير 13, 2025 12:34 م

انعقد اجتماع العقبة في 14 من ديسمبر لمناقشة التطورات في سوريا، وبلورة موقف سياسي عربي وغربي من الحدث المباغت بسقوط...
الفوضى في سوريا ستفتح باب جهنم ودرعا أنموذج!
الفوضى في سوريا ستفتح باب جهنم ودرعا أنموذج!

يناير 12, 2025 3:55 م

جنوب سوريا أقرب إلينا في الأردن مما نتوقع فأي انتكاسة في المسار الذي تسير عليه الدولة السورية حاليا بعد سقوط...
هل حرائق أمريكا عقاب وهل تقارن بغزة؟!
هل حرائق أمريكا عقاب وهل تقارن بغزة؟!

يناير 11, 2025 6:33 م

لا أعرف إلى ماذا يستند الذي يتحدثون عما يجري في الولايات المتحدة الأمريكية من حرائق، ما هي الآية في القرآن...