شمال غزة يباد والتحركات أقل من المعتاد
كاتب المقال : عبد الله المجالي
عبد الله المجالي
تعود مشاهد الإبادة في شمال غزة بنا إلى أيام الحرب الأولى، حيث تعرضت المنطقة حينها إلى أقسى أنواع الحرب والحصار والتجويع والتطهير العرقي والتشريد ومحاولات التهجير.
تعود تلك المشاهد ولكن بقساوة وإجرام وتصميم أكبر على تحقيق الأهداف، حيث آلة الإجرام الصهيوني تفتك بالسكان العزل قتلا وتدميرا وتجويعا بكل أنواع الأسلحة وعبر القناصة الطائرة “درون” التي تملأ سماء الشمال.
يمارس العدو في شمال غزة الإبادة الجماعية بالمعنى الحرفي، يقابلها، للأسف الشديد، ردود فعل ومواقف وتحركات باهتة لا ترقى إلى مستوى الحدث الرهيب الذي يحصل هناك؛ ينطبق ذلك على المواقف الرسمية والشعبية والإعلامية.
هناك غياب للموقف العربي الرسمي، وهناك تجاهل أمريكي والغربي تام، وهناك ردود فعل باهتة للأمم المتحدة وللمنظمات الدولية والحقوقية.
أما على صعيد الحراك الشعبي سواء في بعض الدول العربية، وعلى رأسها الأردن، أو الدول الغربية فهو حراك خافت حتى الآن ولا يرقى لمستوى الجريمة البشعة التي يرتكبها العدو. وقد كان المؤمل أن تساهم تلك التحركات في تسليط الضوء على الجريمة الصهيونية هناك، والضغط على الحكومات للتحرك للضغط على الكيان.
حتى الآن لم نسمع أي جهود أو مبادرات لإيقاف المذبحة، ولم نسمع أي جهود أو مبادرات لكسر الحصار عن الشمال وإيصال المساعدات، وهذا عائد أصلًا لقلة التحركات الرسمية والأممية والشعبية.
ربما يكون الانشغال السياسي والإعلامي بالجبهة اللبنانية أحد أسباب تجاهل ما يحدث من إبادة في شمال القطاع، وربما يكون مرور عام على العدوان قد جعل البعض يعتاد المشهد، وهذا أمر خطير جدا، ويحتاج إلى مراجعات سريعة، لأن نجاح العدو في مخططاته في شمل غزة كارثة على القضية الفلسطينية وعلى الأمن العربي.