ما الذي يجب أن يعرفه الأهوج ترامب؟
كاتب المقال : عبد الله المجالي
يتبجح الأهوج ترامب بأن فترة ولايته الأولى لم تشهد أي حروب أو اضطرابات عالمية، ويتبجح أنه لو ظل رئيسا ولم يذعن لحكم الصناديق، لما غزت روسيا أوكرانيا ولما حدثت هجمات السابع من أكتوبر ولما حدثت الحرب في غزة، وأنه قادر على وقف تلك الحروب في يوم واحد!!
ظل ترامب يردد تلك المقولات في حملته الانتخابية، وحوّل تصريحاته تلك إلى وعود، وتعهد بإنهاء الحرب في أوكرانيا وغزة، بل صدقه مرغمون زعماء كثيرون في منطقتنا، وراحوا يطالبونه بتنفيذ تعهداته بوقف الحرب في غزة.
قد يكون كلام الرجل حول أن تلك الحروب لم تحصل في عهده صحيحا؛ فقد غزت روسيا أوكرانيا بعد عامين من رحيله عن البيت الأبيض، وهاجمت حماس الكيان بعد ثلاثة أعوام من رحيله. لكن ما لا يريد أن يسمعه ترامب هو أن سياسته في ولايته الأولى هي التي أسست لحدوث تلك الحروب والفوضى.
فيما يتعلق بمنطقتنا، فقد أغلق ترامب كل أبواب الحلول للقضية الفلسطينية حتى بحدها الأدنى التي رضيتها الأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية.
ضرب ترامب عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية، وراح يوزع الجوائز على حكومة الإرهابي نتنياهو، بدءا بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، مرورا بتجاهله كون المستوطنات في القدس والضفة الغربية غير شرعية ومخالفة للقانون الدولي، ووقف تمويل وكالة الأونروا، ووقف تمويل السلطة الفلطسينية، والاعتراف بهضبة الجولان السورية أرضا إسرائيلية، وانتهاء بصفقة القرن والاتفاقات الإبراهيمية التي تهيل التراب على القضية الفلسطينية وتعطي الكيان تطبيعا مجانيا.
لقد تسببت تلك القرارات الكارثية بنقمة وغضب شديدين على المستوى الشعبي، لكن ترامب كان يجادل أن قراراته لن تحدث أي فوضى في المنطقة، وبالفعل فقد صرح حينها أن البعض كان يحذره من قرار نقل السفارة إلى القدس وأن ذلك سيثير الاضطراب في المنطقة لكنه لم ير شيئا من ذلك!!
على ترامب أن يسمع ويعرف أن سياساته التي تجاهلت الحقوق الفلسطينية والتي سمحت لحكومة الإرهابي نتنياهو بالتمدد المجاني في العالم العربي كانت أحد الأسباب الرئيسية لانفجار طوفان الأقصى، وأحد الأسباب الرئيسية لما تعانيه المنطقة من حروب واضطراب.
على ترامب أن يسمع ويعرف أن الفلسطيني لا يمكن أن يتنازل عن حقوقه، ولا يمكن أن يهزم، وأنه قادر على قلب الطاولة على الجميع.
على ترامب أن يسمع ويعرف أن سياسة الانحياز الأعمى للكيان، وسياسة محاولة تجاهل القضية الفلسطينية والقفز عنها لن تأتي إلا بالاضطراب في أكثر المناطق حساسية في العالم، والدليل هو ما حدث في السابع من أكتوبر 2023، والذي يمكن أن يتكرر لسبب بسيط هو أن أسباب حدوثه لم تعالج بالشكل الصحيح.
حتى على الساحة الروسية الأوكرانية، فقد تسببت سياسة ترامب وإيمانه بالقوة على حساب العدالة وحقوق الدول الضعيفة وحتى حقوق الإنسان، تسببت في الغزو الروسي لأوكرانيا.