اللعبة الأمريكية!!
كاتب المقال : عبد الله المجالي
عبد الله المجالي
كان الرئيس المصري الراحل أنور السادات يكرر القول إن “واشنطن تملك 99 من أوراق اللعبة”، وعليه فقد خرق الإجماع العربي العلني آنذاك وذهب إلى الكيان الصهيوني ووقع معه اتفاقية كامب ديفيد.
للمفارقة فإن العرب لا زالوا حتى هذه اللحظة يؤمنون بمقولة السادات خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ولذلك تراهم يتشوفون لواشنطن للعمل لاستعادة الحقوق الفلسطينية.
ربما كان ضغط الولايات المتحدة قد أسفر عن استعادة سيناء إبان إدارة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، وربما أسفر عن جلب الكيان إلى طاولة المفاوضات في مدريد عام 1991 عقب حرب الخليج الأولى إبان إدارة الأمريكي جورج بوش.
كان الثمن الذي قبضه الصهاينة مقابل سيناء كبيرا جدا؛ انفراط عقد الممانعة العربية تجاه الكيان، وإهالة التراب على لاءات الخرطوم الثلاث: لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني. وكل التغول والعربدة الصهيونية الآن ما هي إلا نتيجة لكامب ديفيد.
أما الثمن الذي قبضوه من مفاوضات مدريد كان استمرار انهيار جدار الممانعة، وكان الثمرة الأضخم هي اعتراف منظمة التحرير بالكيان؛ أي أن الشعب الفلسطيني اعترف بشرعية اللص الذي سطا على أرضه وشرده.
على أن ما رأيناه خلال عام من العدوان الصهيوني السافر على غزة ولاحقا على لبنان، وتجاوز الكيان كل الخطوط الحمر التي وضعتها إدارة بايدن علنا. فهل يجعلنا ذلك نعيد النظر بشدة في تلك المقولة؟
قد يكون صحيحا أن الولايات المتحدة تملك 99 بالمئة من أوراق اللعبة في المنطقة، لكن ما لا يريد العرب فهمه والتعامل معه هو أن واشنطن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ليست وسيطا نزيها على الإطلاق، بل هي حليف كامل للكيان يعمل لمصالحه ومصلحته حتى لو كان ذلك على حساب مصالح العرب.
أجل، تملك الولايات المتحدة 99 بالمئة من أوراق اللعبة، ولذلك فإن كل ما نراه اليوم من دمار وإبادة ومذابح في فلسطين ولبنان، هو انعكاس أمين لتطبيق تلك الرؤية، وفي المقابل لو أرادت الولايات المتحدة غير ذلك لكان.. أليست تمتلك 99 بالمئة من أوراق اللعبة؟!!
الولايات المتحدة طرف في الصراع العربي الصهيوني، وهو طرف منحاز ويقف بكل قوة مع الجانب الصهيوني، وهي ليست وسيطا على الإطلاق فضلا أن تكون وسيطا نزيها!! وهي تتحمل المسؤولية كاملة عن كل ما يحدث اليوم من حرب الإبادة الجماعية في غزة.