مقابل 100 مليون دولار الإسرائيلية أديلسون تختار طاقم ترامب!
كاتب المقال : علي سعادة
لا نحتاج إلى الانتظار حتى شهر كانون الثاني المقبل تاريخ تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الرئاسة رسميا لمعرفة توجهاته، فالمكتوب يقرأ من العنوان، وبات واضحا من خلال الأسماء التي تتردد بأن لمسات ميريام أديلسون الصهيونية المليارديرة الإسرائيلية الأمريكية ستصبغ هوية هذا الإدارة طيلة السنوات الأربع القادمة تحت إدارة ترامب.
حيث تقدر ثروتها الصافية بنـحو 32 مليار دولار أمريكي وفقا لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات من خلال ملكيتها للأغلبية في “لاس فيجاس ساندز” شركة الكازينو والقمار والترفيه.
تشتهر أديلسون بدعمها لدونالد ترامب، وكانت هي وزوجها أكبر المانحين لترامب طوال فترة رئاسته، وقدما أكبر تبرع لحملته الرئاسية لعام 2016، وتنصيبه الرئاسي، وصندوق دفاعه ضد تحقيق مولر في التدخل الروسي وحملته الانتخابية عام 2020.
وأعلنت عن دعم ترشح ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 وبأنها ستساهم بمبلغ 100 مليون دولار في لجنة عمل سياسي لدعم ترامب، مقابل الحصول على دعم ترامب لضم دولة الاحتلال للضفة الغربية، واعتراف الولايات المتحدة بـ”سيادة إسرائيل على المنطقة”.
ولا يمكن لأحد أن يحصل على 100 مليون دولار ثم يتراجع عن الصفقة.
من الواضح أن السياسة الخارجية الأميركية قد تم بيعها بالمزاد العلني، ثم تم تشكيلها وفقا لمطالب وشروط أعلى مزايدة والتي يبدو بأنها رست عند جيوب أديلسون ودفتر شيكاتها.
لقد رفض ترامب تعيين جون بولتون ونيكي هايلي ومايك بومبيو في إدارته، وفى منشور له على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”، كتب الرئيس المنتخب يقول إنه “لم يدع هيلى أو بومبيو للانضمام إلى إدارته”، مضيفا: “استمعت كثيرا وأقدر العمل مع كلاهما فى السابق، وأود أن أشكرهما على خدماتهما من أجل بلادنا. اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى”.
كل ذلك لأن لدى ميريام أشخاصا آخرين أكثر صهيونية وعشقا وهياما بدولة الاحتلال وبأن ولائهم لا يمكن إلا أن يكون لشعار “إسرائيل أولا” رغم أن هيلى وبومبيو أحذية مهترئة في أقدام “الأيباك”. لذلك بدأت بعض الأسماء تطفو على سطح التوقعات، ومن بينها بريان هوك المبعوث الأمريكي السابق لإيران الذي يميل إلى نهج صارم تجاه طهران.
وإليز ستيفانيك المؤيدة لدولة الاحتلال دون تحفظ لمنصب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، وكانت ستيفانيك، وهي عضو في الكونغرس من الجمهوريين، قد قادت الجهود الرامية إلى قيادة ما يسمى “مكافحة معاداة السامية” في الجامعات الأميركية.
وقد أدت استجواباتها القاسية في الخريف الماضي إلى رحيل رؤساء جامعة هارفارد وجامعة بنسلفانيا.
وأيضا سيكون في هذه الإدارة مايك والتز الذي تفاخر بأن “دونالد ترامب هو أفضل رئيس لإسرائيل”، وسيشغل منصب مستشار الأمن القومي.
كما عين ترامب، مستشاره السابق، ستيفن ميلر، المتشدد حيال ملف الهجرة، نائبا لكبير موظفي البيت الأبيض للسياسات في إدارته الجديدة.
حتى الآن يبدو أن ترامب الثاني، وفي ولايته الثانية هو نفس ترامب الأول في إدارته الأولى ” إسرائيل أولا ” فيما سيكون العالم العربي المتشتت والمنقسم والمبعثر مثل الزجاج المكسور لعبته المفضلة في الابتزاز الوقح .