فرصة تاريخية أم أوهام لوجستية؟
كاتب المقال : حازم عياد
حازم عياد
نقلت شبكة (CNN) عن مسؤولين امريكان ان الادارة الامريكية راضية عن نتائج الاتصال بين نتنياهو وبايدن، مشيرة الى ان الاهداف العسكرية تحتل الاولوية بالنسبة للهجوم الاسرائيلي المرتقب على ايران.
في المقابل زعمت القناة 12 الاسرائيلية ان بايدن طالب نتنياهو بالامتناع عن استهداف محطات الطاقة والمفاعلات النووية الايرانية ليرد الاخير خلال المكالمة الهاتفية مع بايدن يوم امس الاربعاء بالقول إنها فرصة تاريخية.
واخيرا فإن هيئة الاعلام العبري اكدت ان هناك ترتيبات لزيارة وزير الحرب غالانت او من ينوب عنه الى واشنطن لمناقشة الموضوع من ناحية فنية ولوجستية طبعا، وهو ما تفضله الادارة والمؤسسات الامريكية التي تريد ان تتأكد من نجاعة الهجوم على الارجح سواء كان على منشآت عسكرية او نووية.
ما يهم نتنياهو الدعم اللوجستي الامريكي، وما يهم اميركا هو ان يكون الهجوم ساحقا ورادعا، وان يكون هناك استراتيجية لما بعد الهجوم؛ ذلك أنها في لبنان اعطت الضوء الاخضرعلى امل الاستفادة من صدمة الهجوم والضغط العسكري لإزاحة حزب الله من المشهد السياسي، والدفع بقوى لبنانية انعزالية الهوى الى صدارة المشهد، وهوما لم ينجح نتنياهو بتحقيقه حتى اللحظة رغم مناشداته للداخل اللبناني مقتربا في المقابل من التورط في حرب استنزاف طويلة ومرعبة لجيشه في لبنان.
ذات المسألة تريدها اميركا في ايران، فهل الاستراتيجية ناضجة ومكتملة، ام ان اميركا ستمضي اغلب وقتها في محاول لملمة معالم استراتيجية لما بعد الهجوم الاسرائيلي كما حدث في قطاع غزة وفي جنوب لبنان؟
ما يقلق اميركا لا صلة له باستهداف المفاعلات النووية، بل باليوم التالي للاستهداف؛ فقدرة ايران على التعافي، وقدرة حزب الله على التعافي، وقدرة حماس على الصمود والتعافي، هاجس يرعب الادارة الامريكية والمخططين الاستراتيجيين في اميركا، فبعد عشرين عاما من الحرب على افغانستان تعافت حركة طالبان وسحقت النفوذ الامريكي كأنه لم يكن ابدا في ايام معدودة إن لم يكن ساعات قليلة، علمًا ان اميركا وبفعل الغرور والشراكات العميقة في المنطقة والامكانات تظن انها تستطيع من ناحية لوجستية لملمة وهندسة الاقليم جينيًّا مهما كانت عيوب الفرصة التاريخية وتشوهاتها.
ختامًا.. الفرصة تاريخية لنتنياهو الولايات المتحدة الامريكية لتوجيه ضربة قوية لإيران، ولكن الفرصة ايضا يمكن ان تكون تاريخية لإيران للصمود لتعلن نفسها قوة نووية، ولتطلق مسارًا طويلًا من الاستنزاف للنفوذ الامريكي، كما انها يمكن ان تتحول الى فرصة تاريخية للفلسطينيين واللبنانيين وللروس والصينيين، ولكل من يريد التخلص من اميركا، للمضي قدمًا في حرب استنزاف طويلة لم يكونوا يحلمون بإمكانية تحققها يومًا.