“الخطة” العربية لغزة بلا تفاصيل وشكوك حول التنفيذ!

طغت الرسالة العربية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن ثمة إجماعا عربيا على رفض التهجير والتطهير العرقي للفلسطينيين من وطنهم، على الكثير من الحقائق التي كان يجب أن بخرج بها القادة العرب في ثالث قمة لهم منذ العدوان الصهيوني على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول /أكتوبر 2023 .
ورغم أهمية هذه الرسالة التي أرفقت بخطة بديلة لما طرحه ترامب إلا أن القمة عجزت عن اتخاذ خطوة عملية وجماعية بكسر الحصار عن قطاع غزة بوسائل وآليات معنية، ولم يوضح العرب ما خطتهم في التصدي للإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية وغزة، وماذا سيفعل العرب إذا استمر الاحتلال الإسرائيلي في خرق اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة وقام باستئناف الحرب على القطاع.!
بعض المحللين يرون أن ما ورد في البيان الختامي للقمة العربية هو “أضعف الأيمان”، والجديد فيه هو بعث رسالة غير مباشرة إلى ترامب برفض تهجير الفلسطينيين.
واتفق مع ما ذهب إليه أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي إلى أن البيان الختامي تضمن “غموضا متعمدا وثقوبا”، بشأن من سيدير غزة، وهل سيتم الأمر بموافقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)؟
البيان الختامي للقمة لم يتحدث بأية تفاصيل وترك التفاصيل التي هي أساس المبادرة المصرية العربية دون تحديد، وعلى ما يبدو أن الهدف الأول والأخير للقمة كان فرملة خطة ترامب المجنونة وغير الواقعية.
أيضا لم تتحدث عن آليات تنفيذ المخرجات وكيفية ترويجها ومن هي الجهة التي ستعين اللجنة التي ستدير قطاع غزة، وهل ستتدخل حماس في ذلك، وما هو مصير المقاومة وسلاحها؟”.
غموض المبادرة العربية، يضعها بدائرة الشك وهل حقا أنها ستدخل حيز التنفيذ على المدى المنظور.
كما أن الخطة ضبابية من حيث طبيعة الجهة التي ستقوم بالإشراف على الأموال لإعادة الاعمار وإدخال الآلات للقطاع، فهل هي السلطة الفلسطينية الفاسدة والتي تفتقر للكفاءة بشكل مخز ومزعج، أم اللجنة التي ستدير القطاع؟
حركة حماس، تعي تماما غموض المبادرة العربية ولم تكن لترفضها بأي شكل كان، حتى لا تكون هي من يضع العصي في العجلات ليعيق التحرك العربي في إجهاض أوهام ترامب والصهاينة.
لذلك سارعت إلى الإعلان بأنها لا تريد أن تكون جزءا من الترتيبات الإدارية في غزة طالما تتم بتوافق وطني، ولن تكون عائقا أمام أي ترتيبات في غزة طالما تحظى بالتوافق الوطني الفلسطيني وبدعم عربي”.
فهل كانت المبادرة العربية لإنزال ترامب عن الشجرة وإخراجه من ورطته، وهل حقا ستنفذ، و ماذا عن الاحتلال والإدارة الأمريكية التي توافق دون شروط على جميع قرارات وإجراءات وجرائم بنيامين نتنياهو؟
أسئلة كثيرة تتدحرج أمامنا لا نملك إلا أن ننتظر لنرى ماذا في جعبة أصحاب المبادرة من اقتراحات!!