كيف استسلمت “بي بي سي” للكيان؟!

وصف رئيس مجلس التفاهم البريطاني-العربي (كابو)، كريس دويل سحب “بي بي سي” فيلمها الوثائقي “”غزة: كيف تنجو في محور حرب” بأنه “استسلام لإسرائيل”.
الفيلم يتناول تأثير الحرب في غزة على الأطفال، ورواته الرئيسيون هم أطفال من غزة، لكن الكيان الذي يرصد ميزانيات ضخمة لترسيخ سرديته من جهة وحصار ومحاربة السردية الفلسطينية، عمد إلى ممارسة ضغوط كبيرة، واستغلال علاقاته بوزراء بريطانيين لوأد الفيلم بسبب أن الرواي الرئيس في الفيلم هو نجل معاون وزير الزراعة في حكومة غزة برغم أنه لا يتجاوز الرابعة عشرة من عمره!!
الهجمة الصهيونية أقنعت وبسرعة مذهلة الوسيلة الإعلامية الأعرق في العالم أن الفيلم موجه ويحكي رواية حماس، فقط لأن الراوي الرئيسي هو نجل مسؤول متوسط في الحكومة التي تديرها حماس في قطاع غزة المحاصر!!
القضية حركت حكومة بريطانيا العظمى بأسرها وقضّت مضاجعها!! لدرجة تدخل وزيرة الثقافة والإعلام وإعلانها أنها ستناقش القضية مع “بي بي سي”، في بلد يعتد باستقلالية وسائل الإعلام!!
للمفارقة فإن الفيلم يهاجم المقاومة وحركة حماس، ففي الدقائق الأولى تظهر امرأة تشتم يحيى السنوار، وأخريات حمّلن حماس مسؤولية معاناة أهل غزة. بالطبع تلك التصريحات المسيئة للمقاومة لم تحرك أحدا، لكن روايات الأطفال وظهور معاناتهم، هو ما يريده الكيان البتة، حتى لو غلف ذلك بالهجوم على حماس.
الكيان لا يريد سوى روايته، وهو يرى أن كل أهالي غزة؛ شيبا وشبانا، نساء ورجالا هم إرهابيون ومدانون، وهي امتداد لسرديته أن كل فلسطيني هو بالضرورة إرهابي، وهي السردية التي اهتزت بعد معركة “طوفان الأقصى”.
يقول دويل في مقال له في موقع “ميدل إيست آي”: “هل تفكر “بي بي سي” ولو للحظة في قتل فيلم وثائقي لأن الراوي أو مشغل الكاميرا كان قريبا لمستوطن إسرائيلي، أو جنديا ربما ارتكب جرائم حرب في غزة، أو سياسيا مذنبا بالتحريض على جرائم الحرب هذه ـ بل وحتى الإبادة الجماعية؟”. سؤال يلخص الانحياز للكيان!!