المشروع الصهيوني تهديد إستراتيجي للوطن
فبراير 18, 2025 6:49 م
كاتب المقال : عبد الله حراحشة

ليس جديداً أن الكيان الصهيوني هو تهديد استراتيجي مباشر لوطننا الاردن، وهذا الكيان الاداة التطبيقية للمشروع الصهيوني والمشروع هو مشروع استيطاني إحلالي عنصري توسعي ذلك انه ابتدء بمسار ومراحل متعددة وليس فقط إجراءات محددة حيث :
- الهجرة الصهيونية لفلسطين العرب والمسلمين وخاصة المناطق المحتلة (1948) وبرعاية الانتداب البريطاني الخبيث .
- تشكيل عصابات صهيونية وإجرامية (الهاجناه شتيرن) وغيرها حيث قامت بجرائم القتل والارهاب والمجازر بحق اهلنا في فلسطين في القرى والمدن؛ لغاية ارهاب السكان والشعب الفلسطيني تمهيداً للتهجير القصري .
- تحت الغطاء والتسليح الغربي والبريطاني والضعف العربي تم احتلال الاراضي العربية في فلسطين عام (1948) وطرد اهل الارض واصحابها الاصليين وارتكاب مجاز فظيعة وبشعة وتشريد الكثير من ابناء الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخاصة غزة ولدول الجوار الفلسطيني ومنها الاردن .
- قيام الكيان الصهيوني (ككيان مصطنع) في ظِل الاستمرار في التبني والدعم والغطاء الغربي والامريكي لهذا الكيان وضعف وتشتيت عربي حيث تم احتلال الضفة الغربية عام (1967) وارتكاب العديد من المجازر وتكرار جرائم طرد السكان الاصليين وجرائم التهجير القسري للفلسطينين من الضفة الغربية الى دول الجوار الفلسطيني ومنها الاردن للمرة الثانية.
- ومع تكرار الهجرات واللجوء القسري للشعب الفلسطيني لدول الجوار ومنها الاردن من خلال جرائم الاحتلال والمشروع الصهيوني بدأ الحديث عن (جريمة) الوطن البديل للفلسطينين في الاردن وهو ما يعزز فكرة ان الكيان الصهيوني المصطنع هو ذا صبغة استيطانية إحلالية عنصرية توسعية يستولي على اراضي الغير (الشعب الفلسطيني) من جهة ثم يقوم بطرد وتهجير السكان الى دول الجوار ومنها الاردن وينشئ كيانه ويتوسع على حساب تهديد دول الجوار ومنها الاردن ، وبقي الاردن يرفض مشاريع التوطين والوطن البديل ومفاعيلها دون مشروع مقاوم للمشروع الصهيوني .
لتأتي معاهدة وادي عربة وتطمينات الغرب (المنشئ والراعي للكيان الصهيوني) ووسوسات الانتهازيين التي تسلل من خلالها المشروع الصهيوني عبر الرفض المطلق لإنفاذ حق العودة لابناء الشعب الفلسطيني من اللاجئين في دول الجوار وخاصة ان الاردن يحتضن العدد الاكبر من اللاجئين الفلسطينين، واستمر هذا الكيان المصطنع في محاولة الانقضاض على حق العودة ومحاولة عدم انفاذ القرارات الدولية ذات الصلة بحيل وألاعيب متعددة وغياب مشروع مناهض ومقاوم لكل ذلك ونتيجة لهذه الهشاشة في المواجهة للمشروع الصهيوني او حتى غيابها والطعن بمن ينبه عن هذه المخاطر من العرب ومن الاردن لتبني مشروع مقاوم ومستدام ومناهض للمشروع الصهيوني وعدم الانخراط في كارثة التطبيع.
تمدد المشروع الصهيوني وازدادت شراسته وشراهته في التوسع على حساب الشعب الفلسطيني والاردن بالذات ومن ذلك : - قرار ضم الاغوار.
- قرار القضاء على فكرة انشاء الدولة الفلسطينية.
- قرار إنشاء جدار وسياج بين الاردن وفلسطين.
- العمليات العسكرية والامنية المستمرة قبل 7/10/2023 (طوفان الاقصى) وبعده في الضفة الغربية والتي تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني الى الاردن ليصنع الجريمة او الهجرة الثالثة واللجوء الثالث الفلسطيني للاردن.
- إعلان مشروع الطرد والتهجير القسري للشعب الفلسطيني في غزة الى دول الجوار مثل الطور والسفور الجديد لصراحة ووقاحة الكيان الصهيوني وتوحشه في فترة (النتن والغفير وسموتريتش)، و الوجه الحقيقي للكيان المصطنع والمجرم الذي توّج المشروع الصهيوني بنسخة ترامب 2025 المحدثة لنسخة ترامب الاولى بالاعتداء المباشر والساخر على المقدّس بنقل السفارة الامريكية للقدس الشرقية والاعتراف بها كعاصمة للكيان وتبني مباشر للمشروع الصهيوني والقضاء على حل الدولتين وحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وانشاء دولته المستقلة على ارضه وعاصمتها القدس وحق العودة وإنهاء الاستيطان الذي انتشر مثل السرطان بفعل كارثة اوسلو وأخواتها كامب ديفيد ووادي عربة، ذلك ان ترامب اضاف و/أو دعم المشروع الصهيوني في التهجير القسري للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وايضاً في غزة للاردن ومصر وسبق ذلك بأن قال ان الكيان الصهيوني مساحته صغيرة ويجب ان يتوسع والتوسع على حساب دول الجوار ومنها الاردن.
- وعليه فإن المتتبع للمشروع الصهيوني يظهر له بأن هذا المشروع ينفذ على مراحل إجرامية زمنية يقضم ويستولي ويسرق الارض ويطرد ويهجر السكان في مرحلة تتلوها مرحلة.
- كل ذلك يستدعي:
اولا: إعادة التقييم والتموضع السياسي وغيره من الجوانب لاعتبار محدد وهو ان العدو المباشر الاستراتيجي والتهديد الاخطر على الوطن الاردن هو المشروع الصهيوني (الكيان المصطنع) وكل من يدعمه في ذلك او يتماها معه او يفتح له مجالا للاختراق والتمكين في المنطقة العربية تمهيداً لمراحل وجرائم وعدوان جديد.
ثانيا: بناء شبكة أمان وبرنامج مستدام للوطن الاردن لمواجهة هذا المشروع الصهيوني عملياً ولهذه الشبكة بُعد داخلي رسمي وشعبي وكذلك خارجي.
ثالثا: إعادة ترسيم العلاقة الاردنية الفلسطينية على اساس مقاومة المشروع الصهيوني المهدد للشعب الفلسطيني والاردني على حد سواء لتكون المقاومة الفلسطينية الركن الفاعل والضامن للمصالح العليا الفلسطينية والاردنية الذي ثبت واقعياً في هذا المجال .
رابعا : ضرورة تجاوز المعوقات مهما كان نوعها التي تسعى لحصر الدور الاردني بالاغاثي دون السياسي و تحول دون قدرته على تثبيت شبكة أمان فعالة لمقاومة المشروع الصهيوني.
(*) محامٍ أردني
مصنف في:المقالات
الوسوم:التوطين