هل نحتاج إلى إيلون ماسك أردني؟
كاتب المقال : عبد الله المجالي

هل نحتاج في الأردن إلى نسخة من إيلون ماسك؟ ليس في مجال الإبداع والابتكار، فبيئاتنا العربية لا تسمح بتوطين هذه المواهب، وتسمح بتصديرها للغرب بكل سرور.
يقود ماسك الآن ثورة بيضاء في الحكومة الأمريكية، من خلال ما سمي بوزارة الكفاءة، وهدفها الحد من الإنفاق الفدرالي المهدر.
ويطمح ماسك إلى خفض تريليوني دولار من الميزانية الفدرالية لجعلها أكثر كفاءة وفعالية.
ولمعرفة حجم هذا المبلغ عليك أن تعلم أن الإنفاق الفدرالي بلغ في عام 2024 نحو 6.75 تريليونات دولار؛ أي أن ماسك يريد تقليص حوالي 30 بالمئة من الإنفاق، وهو طموح عال جدا.
أخذ ماسك الضوء الأخضر من ترامب للتسلل إلى جميع الوزارات والمؤسسات الاتحادية لاستكشاف مواطن الهدر المالي ومنعه في الحال.
وتهدف الخطة إلى تخفيف القوى العاملة في الأجهزة الحكومية الفدرالية بنسبة 10 بالمئة، مع العلم أن عدد الموظفين الفدراليين هو حوالي 2.3 مليون موظف.
وحتى السفارات في الخارج لن تنجو من مخططات ترامب وماسك، فهي مستهدفة كذلك بتخفيض موظفيها 10 بالمئة كذلك.
وبالفعل فبعد أقل من شهر على تسلم ماسك المهمة، تم تسريح آلاف مؤلفة من الموظفين، فيما قبل عشرات الآلاف الاستقالة الطوعية مقابل رواتب حتى شهر أيلول القادم.
فلسفة ترامب وماسك هو أنه يجب أن يكون لكل سنت تصرفه الحكومة فائدة واضحة.
ما أحوجنا هذه الأيام ونحن نواجه تحديات خصوصا فيما يتعلق بمصير المساعدات الأمريكية، إلى ضبط الهدر في الموازنة العامة، وهو شعار رفعته كثير من الحكومات لكنها ظلت شعارات على الورق وخطابات على المنابر.
فهل نحن بحاجة إلى إيلون ماسك أردني يقود ثورة بيضاء تقلل من الهدر، وتضبط الموازنة العامة بحيث لا يذهب فلس إلا لحاجة.