غزة تهدد مشروع “إسرائيل الكبرى” لذلك تباد
كاتب المقال : علي سعادة
المشاهد التي تبثها منصات المستوطنين والجنود الإسرائيليين في قطاع غزة حول جرائم الاحتلال، قاتلة وموجعة جدا، فمشهد الشاحنات المحملة بعشرات الشبان والرجال الفلسطينيين المعتقلين من شمال غزة أوصلت إحساسنا بالضعف والخذلان والانكسار مستويات لا توصف.
يواصل الجيش النازي، بدعم أمريكي أوروبي استعماري، وبصمت عربي وإسلامي أقرب إلى الموافقة غير المعلنة، عمليته العسكرية وجرائمه بحق الأهالي في شمال قطاع غزة، منذ أكثر من 19 يوما بعد حصاره والطلب من سكانه الإخلاء فورا إلى الجنوب.
العدو يختبئ خلف جرائمه بتبريرات، تقرها أمريكا وأوروبا بأنه عاد بعملياته إلى شمال غزة بمزاعم أن حركة حماس رممت قواها وأعادت ترتيب أوراقها وجندت عناصر جدد.
والواقع أن ما يجري في شمال قطاع غزة هو محاولة بائسة ويائسة لتطبيق “خطة الجنرالات المعدلة”، ويتعمد الاحتلال عدم الإعلان عنها بل يقوم بالنفي الرسمي من قبل الجيش الإسرائيلي، وهي في الواقع نفس الخطة النازية لكنها معدلة بتغيرات بسيطة في الأسلوب وطريقة التطبيق.
الاحتلال يتحرك خطوة خطوة بهدف تهيئة العالم باتجاه تقبل هذه الخطة، مع توجيه الأنظار إلى إيران وإلى حزب الله والانتخابات الرئاسية الأمريكية، واللعب على عامل الوقت بانتظار انهيار معنويات ومقاومة السكان المدنيين الذين يعانون من الجوع والعطش مما سيدفعهم إلى مغادرة الشمال نحو المجهول.
الاحتلال يريد بالفعل ويعمل بالفعل على تفريغ الشمال واحتلاله من أجل إقامة بؤر استيطانية ومناطق عسكرية عازل، مع إضافة فائدة أخرى تأتي لاحقا وهي تحسين الوضع التفاوضي من خلال الضغط على المقاومة لتقديم مزيد من التنازلات.
الإعلام العبري يؤكد أن رئيس وزراء الاحتلال لا يرغب في الإعلان عن أن ما يجري في شمال قطاع غزة هو خطة الجنرالات خوفا من الفشل ولأنه الخطة إجرامية من الدرجة الأولى ولأن أمريكا لا يمكن أن تتبناها علنا، رغم أنها تؤيدها سرا وبشكل غير مباشر عبر زيادة الدعم العسكري والسياسي لجرائم الاحتلال.
والواقع أن خطة الاحتلال الصهيوني ليست جديدة فد سبق له أن منذ عام 2012 أن قرار التخلص من المقاومة التي تهدد أهم مشاريع الإقليم بل العالم بالنسبة للأمريكان والإسرائيليين، مشاريع ربط الهند بأوروبا ومشروع الغاز في البحر المتوسط، قبالة بحر غزة.
هذه المشاريع بقيت حبرا على ورق تحت وابل من صواريخ غزة، لكنها عادت من جديد على وقع اتفاقيات التطبيع العربية المشينة التي طعنت الشعب الفلسطيني في ظهره.
نتنياهو كان قد قدم في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خريطة جديدة للشرق الأوسط تكشف عن نيته إعادة تشكيل المنطقة بما يتماشى مع مصالح دولة الاحتلال ومخططها للتوسع، وهذا يعني استحداث كيان شرق أوسطي كبديل عن العالم العربي والإسلامي ليمكن من خلاله إدماج دولة الاحتلال في المنظومة الشرق أوسطية وتطبيع دول المنطقة مع الكيان الصهيوني، وغزة هي الشوكة في الحلق أو الخنجر في خاصرة هذه المؤامرة الكونية.
وهي على أية الفكرة ليست جديدة وليست من ابتداع نتنياهو فقد سبق أن تم طرح الفكرة من قبل شمعون بيريز عام 1993.
والواقع أن جميع اتفاقيات السلام والتطبيع مع هذا الكيان المشوه والمصطنع بقيت محصورة في الجانب الرسمي، وبقيت على هامش حياة المواطن العربي، وستبقى خططه فيما يتعلق بالمنطقة العربية مجرد أوهام طالما أن هناك مقاومة ومعارضة وتحدي لهذه المشاريع التي ليست سوى جزء من خطة الصهيونية العالمية وهي إقامة “إسرائيل الكبرى ” على حساب الأرض والإنسان العربي.