منخفض قبرص أهلاً وسهلاً ومرحباً
كاتب المقال : عبد الله المجالي
بحسب ذاكرتي لم أشهد عاما تأخرت فيه الأمطار في مدينة الزرقاء حتى الثلاثين من كانون الأول.
فجر الاثنين رأيت الشارع مبللا، كنت أخاف أن يكون ذلك جراء الخزانات المعطوبة وتمديدات المياه المهترئة التي تذكرنا كل أسبوع بموعد ضخ المياه، لكن المفاجأة كانت أنها أمطار خير وبركة، صحيح أنها كانت مجرد نقاط لم تصل حتى إلى أسفل المركبات المتوقفة، لكنها أحيت الأمل، سبحان الله.
مر يوم الاثنين مشمسا، لكن ليلة الثلاثاء كانت ليلة ليلاء، لا لبزوغ القمر فيها، أو تجمع الخلان والسمار، أو النجوم المتلألأة في السماء مما يحرض الشعراء على قرض الشعر، بل لأنها كانت ليلة ماطرة؛ أجل ماطرة، وكان صوت المطر على الأرض والأسطح وألواح الزينكو أجمل سيمفونية؛ إنها سيمفونية الحياة بعد موات.
كان نهار الثلاثاء مميزا، فقد انتعشت الأشجار التي كانت كئيبة مغبرة.. تكاد الأشجار تغني.. تكاد أوراقها التي نبضت فيها الحياة من جديد أن ترقص.
انتعشت الأرض والأشجار والبشر، وصدق الله العظيم القائل “وجعلنا من الماء كل شيء حي”. ليست الأشياء المادية هي التي تحيى بالمطر فحسب، بل إن الروح والنفس كذلك تحيى بالغيث القادم من السماء.
نسأل الله أن يكون هذا مقدمة موسم مطر تسيل فيه السيول، وتمتلئ فيه السدود، وتعم فيه الخيرات على البلاد والعباد.
تستحق هذه الرحمة الإلهية أن نصونها، وعلينا أن نتذكر دائما أنه “بالشكر تدوم النعم”.