أمريكا تصعّد في المنطقة
كاتب المقال : عبد الله المجالي
عبد الله المجالي
على عكس جميع التصريحات الإعلامية للإدارة الأمريكية، فإن سلوكها على الأرض يعكس رغبة في التصعيد بدل التهدئة.
فإلى جانب استمرار الدعم العسكري والسياسي للكيان طيلة فترة العدوان وحرب الإبادة التي يشنها في فلسطين ولبنان، تأتي خطوة تزويد الكيان بمنظومة “ثاد” للدفاع الجوي وإرسال جنود أمريكيين لتشغيلها خطوة واسعة نحو دفع المنطقة إلى مزيد من التأزيم والتصعيد.
واضح أن نشر تلك المنظومة المتطورة جدا يأتي في سياق الهجوم الصهيوني المحتمل على إيران ردا على الضربة القاسية التي تلقاها الكيان في الأول من الشهر الجاري.
هذا يعني أن واشنطن تشجع وتوفر جميع الفرص للكيان للقيام بضربة قاسية لإيران؛ فمن جهة يوفر ذلك النظام الحماية للكيان بشكل أفضل في حال رد إيراني، ومن جهة فإن وجود قوات أمريكية تدير المنظومة الدفاعية قد يجعل إيران تحسب حسابا من أي رد قد يؤدي إلى مقتل أو إصابة الجنود الأمريكيين.
قد يجادل الأمريكيون بأنهم يحاولون ردع إيران من التهور إزاء الهجوم الصهيوني المحتمل، وبالتالي إيقاف مسلسل الرد والرد على الرد وصولا إلى التهدئة في المنطقة.
لكن هذا المنطق الأمريكي الأعوج ينطلق من أساس واحد وهو تحقيق أهداف العدو ومنها استعادته الكاملة للردع، وعلى الآخرين الاستسلام لهذا المنطق. وهذا في حد ذاته وصفة سحرية للفوضى والاضطراب.
إيران من جهتها قالت وبوضوح إن أمريكا تعرض جنودها الذين سيشغلون تلك المنظومة الدفاعية للخطر، وأضافت على لسان وزير خارجيتها المصنف أمريكيا بـ”المعتدل” إن إيران “ليس لديها خطوط حمر في الدفاع عن شعبها ومصالحها الوطنية”.
تخاطر الولايات المتحدة بتصرفاتها وسلوكها على الأرض وبنظرتها بعين واحدة للأمور، بانزلاق المنطقة نحو حرب شاملة تقول هي إنها تسعى لتجنبها!! فهل تسعى لتجنبها بالفعل؟!!