الخروج المستحيل من صندوق نتنياهو
كاتب المقال : حازم عياد
حازم عياد
تناقلت وكالات الأنباء إخلاء روسيا عددًا من نقاط المراقبة بالقرب من الجولان السوري المحتل، في حين كثفت المقاومة الاسلامية العراقية ضرباتها لمواقع الاحتلال في الجولان، واطلقت المقاومة اللبنانية عشرة صواريخ خلال الساعات القليلة الماضية باتجاه مواقع فيه.
على الجانب الآخر حشد الاحتلال الاسرائيلي مزيدًا من القوات في المنطقة، حددها هرتسي هاليفي رئيس اركان جيش الاحتلال باربع فرق قبالة الحدود اللبنانية من اصل 6 منتشرة شمالا؛ ما يعني ان فرقتين من جيش الاحتلال تنشطان في الجولان السوري المحتل على الارجح، ولكن هل يعني ان ذلك كاف للخرج من صندوق الاستنزاف باتجاه حسم نهائي للحرب على الجانب اللبناني.
فالضغوط التي يعاني منها جيش الاحتلال لا تقتصر على الجبهة السورية واللبنانية، ففي قطاع غزة تنشط فرقتان على نحو يومي في رفح ومحور نتساريم وجباليا شمال مدينة غزة، وتتعرض لخسائر كبيرة في وقت اضطر فيه جيش الاحتلال لحشد مزيد من الكتائب في الضفة الغربية؛ خشية خروجها عن السيطرة، وبذلك تكون القدرة التشغيلية لجيش الاحتلال في اقصى حالاتها؛ ما يدفع للتساؤل حول امكانية فتح جبهة فعلية في الجولان او مواصلة القتال بذات الكفاءة في قطاع غزة.
الاحتلال يتجه نحو إنشاء مناطق عازلة بساتر من النيران لتجنب المستنقعات البرية، وهو ما كشفه البيان الاخير للاحتلال بتحذير سكان 23 من قرى جنوب لبنان ضرورة إخلائها الى شمال نهر الاولي، وضربه مواقع قوات اليونفيل؛ ما يعني انه يسعى لخلق منطقة عازلة وميتة عبر الاحزمة النارية، متجنبًا إدخال قواته الى منطقة باتت منطقة قتل واستهداف لقواته.
الحال ذاته شمال قطاع غزة بخلق منطقة حرام بساتر مدفعي، ولكن في الحالتين فإن ذلك يعني عجزه عن فرض سيطرته على الارض، والاحتفاظ بقوات فاعلة فيها لإحكام السيطرة الميدانية؛ ما يجعل منه حلًّا مؤقتًا لا يتمتع بالاستدامة، والتأثير السياسي المباشر عبر السيطرة في الارض، بل المساومة على النازحين، والقدرة على إطالة معاناتهم الانسانية.
مع اقتراب إنهاء المواجهات البرية جنوب لبنان اسبوعها الثاني، فقد الاحتلال عنصر المباغتة وحربه الخاطفة التي تحولت الى استنزاف طويلة غاب أفقها الإستراتيجي بشكل أعاد للجبهة الداخلية في الكيان بريق النقاش حول جدوى الحرب، وسبل الخروج من المستنقع الذي بات رهينة لصندوق نتنياهو وحلوله المقترحة.
صندوق لم يخضع للنقاش، فالقائد السابق للفيلق الشمالي في الجيش الإسرائيلي نوعام تيبون، أكد للقناة الـ12 العبرية أن الإجراءات الحالية التي يتخذها الجيش الإسرائيلي في غزة “لا تؤدي إلى شيء”، في المقابل رحب باقتراح رئيس جهاز الموساد، ديفيد برنياع، لحل جديد لأزمة الأسرى للخروج من الصندوق، والعمل على إعادة المخطوفين الإسرائيليين، مؤكدا أن ذلك ممكن التحقيق، متناسيًا ان الصندوق الحقيقي الذي علق فيه مع قادة الجيش أحكم اغلاقه نتنياهو وحكومته التي وسعت نطاق الحرب.