ترامب يختار أسوأ الحاقدين على فلسطين والإسلام
كاتب المقال : علي سعادة
أنهى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تشكيل حكومته، وكان معياره الوحيد لاختيار المسؤولين في إداراته الولاء المطلق له، وبأن يكون الشخص الذي يختاره مواليا له ولا يشكل إزعاجا له ولن يدفعه لإقالته في الأشهر الأولى من تعيينه كما حدث في عهد إدارته الأولى (2016-2020) .
وقد يبدو هذا حقا طبيعيا له في اختيار من يساعده في تنفيذ سياسياته وبرامجه الانتخابية، لكن ما يبدو من خلال استعراض الأسماء التي أعلن عنها أنه اختار متطرفين وعنصرين متقدمين جدا على بن غفير وسموترتش فيما يتعلق بالفلسطينيين.
وقد لخص الأستاذ الجامعي الفرنسي جان بيير فيليو في صحيفة “لوموند” الفرنسية الوضع بقوله ” التعيينات التي أعلنها ترامب حتى الآن، والتي من غير المرجح أن ترفضها الأغلبية الجمهورية في الكونغرس، تنبئ بإدارة أكثر عدائية من الإدارات السابقة للفلسطينيين وحقوقهم.”
وبهذه التعيينات يضع ترامب مؤيدين دون قيد أو شرط لسياسات نتنياهو في مناصب رئيسية، لكن ترامب يذهب أبعد من ذلك بالترويج للصهاينة المسيحيين والذين يرون أن تحقيق النبوءات يتطلب سيادة يهودية حصرية على الأرض المقدسة بأكملها، تمهيدا لإنشاء الهيكل الثالث المزعوم في القدس في ساحة المسجد الأقصى، ثالث أقدس موقع في الإسلام.
ويشترك هؤلاء الإنجيليون في الرؤية مع حلفاء نتنياهو العنصريين الذين يقودون حرب إبادة وحشية في قطاع غزة من 14 شهرا.
وكانت الصدمة وفقا لصحيفة “واشنطن بوست” عودة اليميني المتطرف سيباستيان غوركا للبيت الأبيض نظرا لمنظوره المتشدد تجاه الإسلام ومواقفه السابقة التي تضمنت الدفاع عن قرار حظر دخول مواطني الدول ذات الأغلبية المسلمة خلال إدارة ترامب الأولى.
أعلن ترامب اختياره غوركا لمنصبين رئيسيين، هما نائب مساعد الرئيس وكبير مديري مكافحة الإرهاب. وقوبل الإعلان بالاستياء حتى بين أكثر الجمهوريين ولاء لترامب، ووصفوا غوركا بأنه “شخصية هامشية” و”غير مؤهلة” لا تملك من الكفاءة ما يخولها لخوض غمار السياسة.
ودعا جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، مكتب التحقيقات الفدرالي للتحقق من صحة مؤهلات غوركا، إذ شكك منتقدوه في مصداقية مؤهلاته المهنية والأكاديمية.
غوركا استغل المخاوف من المسلمين ليصوغ سردية تصور الإسلام على أنه تهديد مباشر للحضارة الغربية وقيمها.
كما أجج مشاعر الشعب الأمريكي بربط الإسلام بـ”الإرهاب”، وأكد أنه إذا ما لم يتم اتخاذ خطوات صارمة “لمكافحة الجماعات الإرهابية، فستقع الولايات المتحدة في قبضتهم تحت سلطة الشريعة الإسلامية المتطرفة”.
وبخصوص موقفه من الحرب على قطاع غزة فقد خاطب قادة دولة الاحتلال بعد أن عرض عليه فيديو لعلمية طوفان الأقصى قائلا: “اقتلوهم فردا فردا”، وأضاف: “بارك الله في إسرائيل. بارك الله في الحضارة اليهودية المسيحية”.
غوركا نموذج واحد بين عدة نماذج تحمل نفس التفكير بخصوص الشعب الفلسطيني والحرب الوحشية ضده في غزة والضفة الرغبية التي أدت إلى استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين منذ بداية الحرب.
إدارة ترامب الثانية هي صفعة للجالية العربية والمسلمة في أمريكا والتي انتخبته انتقاما من كامالا هاريس ودورها في حرب الإبادة في غزة. وذهبت وعده لهم ذهبت أدراج الرياح، وتبخرت مثل بقعة مءا في يوم قائظ.
فهو، أي ترامب، قد أخرج من جعبته أسوأ الخيارات التي تعلن مواقف متطرفة جدا من الفلسطينيين والإسلام ربما تفوق العصابة الحاكمة في تل أبيب.