هل قضت غزة على أحلام هاريس؟
كاتب المقال : عبد الله المجالي
كانت معركة حامية الوطيس بين ترامب وهاريس، لكن النتيجة كانت خسارة قاسية للديمقراطيين الذي خسروا منصب الرئاسة وكذلك الغالبية في مجلس الشيوخ وربما مجلس النواب.
يمكن أن تكون نتائج هذه الانتخابات هي الأسوأ بالنسبة للحزب الديمقراطي الذي عانى من خلافات حادة بين جناحي التقدميين والشباب وجناح المحافظين.
ظلت هاريس أمينة على سياسة الديمقراطيين فيما يتعلق بالحرب على غزة، وكانت إدارة بايدن قد قدمت دعما سخيا ولا محدودا للعدوان الصهيوني على قطاع غزة؛ على الصعد العسكرية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية.
لقد كان بايدن محقا حين قال إن إدارته قدمت للكيان خلال فترة العدوان ما لم تقدمه أي إدارة سابقة للكيان، ووصل الأمر بالإدارة أن تضغط على المحكمة الجنائية الدولية حتى لا تصدر مذكرة اعتقال بحق الإرهابي المجرم نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.
يرى كثيرون أن إدارة بايدن كان باستطاعتها وقف العدوان في غزة، أو على الأقل وقف الجرائم والمجازر البشعة، لكنها أعلنت أكثر من مرة أنها ضد وقف دائم لإطلاق النار في غزة، بحجة أن ذلك يصب في مصلحة حماس.
ظلت هاريس تراوغ وهي بحاجة لأصوات العرب والمسلمين، ورفضت التعهد بأي شيء يمكن أن يحد من جرائم الكيان، ورفضت التعهد بإيقاف الحرب، ما أتاح المجال للثعلب العجوز أن يغتنم الفرصة ويخترق الصوت العربي والمسلم، وتعهد بوقف الحرب، لكنه لم يفصح كيف؟ وإن كان المتوقع أن يكون ذلك بإطلاق يد الكيان معتقدا أن ذلك قد يكسر المقاومة ويجعلها تستسلم.
من المبكر أن نعرف مدى تأثير الصوت العربي والمسلم في نتيجة الانتخابات، خصوصا أنه من المعروف أن السياسة الخارجية هي آخر اهتمامات الناخب الأمريكي.