هل تجري رياح الانتخابات الأمريكية بما تشتهي سفينة نتنياهو؟
كاتب المقال : حازم عياد
أطاح بنيامين نتنياهو بوزير الامن يؤاف غالانت، معززًا سيطرته على الملفات السياسية والامنية، ومحصنًا ائتلافه الحاكم من التصدع من خلال مكافأة جدعون ساعر زعيم حزب أمل جديد، وترقيته من “وزير دولة” الى وزير خارجية بعد ساعات قليلة من اعتراضه على قانون الحضانة لزوجات اليهود الحريديم، والذي تمت صياغته؛ للتحايل على القيود المالية المتخذة ضد الرافضين للخدمة العسكرية في الاحتياط من طلاب مدارس اليشوفوت الدينية الحريدية.
نتنياهو أثبت مهارته في إحكام سيطرته على الائتلاف الحاكم، وعلى مفاتيح الحرب والسلام في الإقليم على نحو سيجبر الادارة الامريكية المقبلة، سواء كانت ديموقراطية بقيادة كاميلا هاريس، أم جمهورية بقيادة دونالد ترمب، على التعامل مع نتنياهو باعتباره اللاعب الاساسي الذي لا يمكن تجاوزه لعامين مقبلين الى حين موعد انتخابات الكنيست الاسرائيلي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2026.
نتنياهو بحسب الإعلام العبري يجهز للإطاحة برئيس الاركان هرتسي هاليفي، ويهدد بإقالة المستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف ميارا؛ كونها تمثل عائقًا امام حكومته ووزرائه، وعلى رأسهم: وزير المالية بتسلائيل سموتريتش، ووزير العمل يؤاف بنتسور، ووزير الامن القومي ايتمار بن غفير، وقريبا وزير الأمن (الدفاع) يسرائيل كاتس الذي سيكون بمثابة الظل لنتنياهو في الوزارة.
اقتحم نتنياهو المخاطر ليلة الانتخابات الامريكية، واستفاد من الفراغ الانتخابي الامريكي، لتجاوز المعيقات، وعلى رأسها التحقيقات التي طالت مكتبه حول التسريبات المتعلقة بملف الأسرى، واخرى لم تبتعد كثيرًا عن مكتبه تتعلق بالعبث في بروتوكولات التسجيلات الخاصة باجتماعات الحكومة ومجلس الحرب، وهي عملية الى جانب تحصينها لحكومته الائتلافة فإنها في الآن ذاته جعلت منه الرقم الصعب لدى الادارة الامريكية المقبلة، وبغض النظر عن هويتها.
قدرة الادارة الامريكة المقبلة في الضغط على نتنياهو ضئيلة جدًّا بعد العملية الخاطفة التي قام بها في ذروة الحرب على جنوب لبنان وقطاع غزة؛ إذ أطاح بخصومه وعلى راسهم يؤاف غالانت؛ الأمر الذي سيعزز التوجهات الامريكية لتوجيه ضغوطها نحو الحلقة التي تعتقد أنها الأضعف والأكثر استجابة لضغوطها، وهي الدول العربية التي أبدت قدرًا كبيرًا من التكيف والمرونة طوال عام كامل مع السياسات الامريكية المتبعة في الحرب على قطاع غزة التي توسعت باتجاه جنوب لبنان والبحر الاحمر، وهي مرشحة للاتساع باتجاه سوريا والعراق وايران في حال تولي ترمب منصب الرئاسة.
ختامًا.. يراهن نتنياهو على ان التعديلات، والمعركة الداخلية التي خاضها خلال الساعات القليلة الماضية تعطيه المزيد من الوقت والمرونة للمناورة لأشهر قادمة من عمر الادارة الامريكية الجديدة، على نحو يسمح بإعادة رسم معالم الإستراتيجية الأمريكية لعام آخر وفقًا لأجندة نتنياهو وحكومته، ودون تحديات تذكر، وبشكل يسمح بتدفق الدعم الأمريكي العسكري والاقتصادي لمواصلة الحرب، وإطالة عمرها وعمر حكومته اليمينية المتطرفة، فهل ينجح نتنياهو أم أن الرياح ستجري بما لا تشتهي سفن ائتلافه الحاكم؟