الأخبار

هل يدير نتنياهو الحرب من حاملة طائرات أمريكية؟

أكتوبر 20, 2024 3:23 م
حازم عياد

استشهد يحيى السنوار في تل السلطان بعد معركة دامت ساعات مع قوات الاحتلال المتقدمة جنوب قطاع غزة، دون حسم مرتقب للحرب التي توسع نطاقها الجغرافي والزماني، مقتربة من مفهوم حرب الاستنزاف الإقليمية غير المعلنة.

احتفاء نتنياهو باستشهاد السنوار الذي أدار المعركة طوال عام على أرضه؛ لم يدم طويلاً بعد تأكيد حركة حماس تمسكها بشروطها المعلنة لاستعادة الأسرى ووقف الحرب، وبعد استهداف منزله في قيسارية المحتلة بطائرة لحزب الله أصابت هدفها بدقة، في حادثة لا تعد مصادفة، بل نتاج تخطيط دقيق لحزب الله، ونتاج لهروب مستمر وتخفٍ لنتنياهو داخل فلسطين المحتلة، فالمكان الوحيد الآمن لنتنياهو إما أن يكون تحت الأرض، أو على متن حاملة طائرات أمريكية مستقبلا.

بعد غيابه ساعات؛ خرج نتنياهو يتحدث للجمهور الاسرائيلي من حديقة عامة قريبة من البحر؛ لا تبعد كثيرا عن حاملة الطائرات الامريكية “أبراهام لينكولن” متوعداً بمواصة الحرب، ومتهماً إيران باستهدافه، وهو استهداف لم يدفعه لمراجعة استراتيجيته التصعيدية الفاشلة، كما لم يغير استشهاد السنوار نهج المقاومة في التصدي للاحتلال الاسرائيلي.

فالحرب اتسع نطاقها، وتعددت أطرافها، وتنوعت أهدافها وأدواتها، فهي حرب إقليمية غير معلنة وغير متناظرة في الآن ذاته، حرب استنزاف بحكم الزمن الممتد والموارد المستثمرة فيها للتعويض عن هشاشة الاحتلال، وافتقاده للعمق الجغرافي والحضاري في المنطقة العربية والاسلامية.

هي من ناحية أخرى حرب مفتوحة بحكم انهيار قواعد الاشتباك، ورغبة أطرافها المستمرة بكسر حالة الجمود بضربات مباغته فيها على كل الجبهات، بما فيها الجبهة الفلسطينية واللبنانية والايرانية واليمينية والعراقية وفي الداخل المحتل.

الحرب متغيرة ومتقلبة، تتخذ في بعض الأحيان نمط الحروب التقليدية، وتارة أخرى نمط الحروب اللامتناظرة، عاكسة التغيرات المتطرفة تكنولوجياً، والتي تقترب من نمط الحروب الهجينة في مركباتها وعناصرها، كونها صعبة التعريف، وسريعة التغيير في أهدافها وأدواتها وأطرافها وجغرافيتها.

حرب رغم كل محاولات التوصيف؛ فإنها حرب (استنزاف عميقة وهجينة) ذات طبيعة تراكمية في مسار عمل القوى المشاركة فيها، يضيف كل منها مجموعة من الاهداف والمحددات والادوات المؤثرة في منظومة الاحتلال الامنية والاقتصادية والبشرية، في مسار زمني يركز على تعميق خسائر الاحتلال، لتشمل الجوانب المعنوية والسياسية والبشرية، فيما يمكن اعتباره استنزافا عميقا وبعيد الأثر، يتجاوز الجوانب المادية المباشرة والمنظورة لأطرافها، بما فيها الاحتلال وداعموه.

ختاماً.. حادثة قيسارية واستشهاد السنوار يؤكدان بأننا أمام حرب هجينة للاستنزاف العميق، تجمع بين كل الحروب، بعد أن سبقتها المعارك بين الحروب التي انتهى زمانها.. فهل ينجح الاحتلال بالتكيف مع هذه الحرب؟ وهل سيضطر نتنياهو أو من يخلفه في مسار تكيفه إلى إدارتها مستقبلا من حاملة طائرات أمريكية؟ أم سيديرها كما أدارها السنوار ومَن خلفه مِن على الأرض وفي ساحة المعركة الحقيقية؟ أسئلة ستقرر الإجابة عليها مستقبل الاحتلال والمقاومة في آن واحد.

مواضيع ذات صلة
سوريا بلا آل الأسد بين الآمال والأخطار
سوريا بلا آل الأسد بين الآمال والأخطار

ديسمبر 8, 2024 6:52 م

انتهى عهد عائلة الأسد بطريقة دراماتيكية، وهام هم السوريون يتنفسون هواء بلا رقابة من الأجهزة الأمنية التي أبدع في إنشائها...
أين اختفى سهيل الحسن مرتكب جريمة البراميل المتفجرة؟!
أين اختفى سهيل الحسن مرتكب جريمة البراميل المتفجرة؟!

ديسمبر 8, 2024 4:30 م

الجميع يبحث عنه، أين اختفى مرتكب جريمة البراميل المتفجرة ومجزرة الغوطة، هل غادر سوريا مع باقي قادة النظام، أم أنه...
الهزيمة ورقة الأسد الاخيرة في دمشق
الهزيمة ورقة الأسد الاخيرة في دمشق

ديسمبر 7, 2024 8:14 م

البعض يستعد لمرحلة ما بعد الأسد وآخرون يبحثون عن مكان في هذه المرحلة والاسد يلوح بورقة الهزيمة من دمشق كما...
سوريا والأسئلة الحائرة
سوريا والأسئلة الحائرة

ديسمبر 7, 2024 4:45 م

الأحداث تتسارع في سوريا بشكل كبير، بحيث لم يعد السؤال هو ما الذي جرى وكيف؟ بل أصبح السؤال: إلى أين...
“انتفاضة الحجارة” انطلقت من جباليا وأعادت اكتشاف الفلسطينيين
“انتفاضة الحجارة” انطلقت من جباليا وأعادت اكتشاف الفلسطينيين

ديسمبر 7, 2024 3:28 م

وكان أن اكتشف الفلسطينيون أحد أسلحتهم السرية، وهي الحجارة، السلاح الوحيد المتاح أمامهم في مواجهة آلة القتل الصهيونية.لذلك لم يكن...
منتصف الطريق نحو الصفقة وامتار نتنياهو الاخيرة
منتصف الطريق نحو الصفقة وامتار نتنياهو الاخيرة

ديسمبر 5, 2024 7:18 م

منتصف الطريق نحو صفقة وقف إطلاق النار تم قطعه بالتوافق المعلن في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية والسلطة في رام الله...