سوريا والأسئلة الحائرة
كاتب المقال : عبد الله المجالي
الأحداث تتسارع في سوريا بشكل كبير، بحيث لم يعد السؤال هو ما الذي جرى وكيف؟ بل أصبح السؤال: إلى أين تسير الأمور؟
يبدو أن الأمور تسير باتجاه الحسم لصالح المعارضة السورية، وبشكل دراماتيكي لم يتوقعه أحد.
لقد أظهر الجيش السوري قدرات متواضعة جدا ولم يستطع الصمود أمام تقدم المعارضة حتى الآن، وها هو ينكفئ إلى داخل العاصمة دمشق، وربما سيستمر بانهياه بذات الوتيرة.
تأتي تلك الأحداث في وقت اعتقد فيه النظام العربي أنه استطاع إيجاد مفتاح الحل في سوريا، وهو دعم نظام بشار الأسد وفتح الأذرع له على أمل أن ينفصل عن المحور الإيراني، لكن حسابات العرب كالعادة لم تكن صائبة، وها هي مقاربتهم هناك تكاد تنهار تماما.
العرب الآن محتاورن، فهول المفاجأة جعلتهم لا يستطيعون، حتى الآن، اتخاذ أي قرار!!
كان للأردن له دور في تأهيل نظام الأسد وتسويقه عربيا، وقد قطعنا شوطا لا بأس به، لكن المقاربة الأسدية للوضع منعت من الوصول إلى تفاهم كامل معه، وها نحن الآن أمام واقع جديد، وعلينا إعادة الحسابات والتموضع من جديد.
قد يشكل ما يحصل في الجارة سوريا فرصة للأردن، فهناك فرصة حقيقية لعودة اللاجئين السوريين والذين أغلبهم ينحدر من محافظتي درعا وحمص، وفرصة حقيقية للتخلص من العبء الأمني الثقيل المتمثل بعصابات تهريب المخدرات والتي تشير معظم التقارير إلى أنها مرتبطة بصورة أو بأخرى بالنظام السوري.
يخشى الأردن من الفوضى وعدم الاستقرار في الجنوب السوري، وهي قد تنتج من تعدد الفصائل واختلافاتها وربما تقاتلها لاحقا، ما يجعل كل تلك الفرص تذهب هباء، فعودة اللاجئين وانتهاء عصر المخدرات يحتاج أمنا واستقرارا في المنطقة، وهذا لن توفره إلا قوة موحدة ومدعومة من أهالي المنطقة، وهذا ما يجب أن يعمل عليه الأردن وأن يقدم يد المساعدة فيه.