الحوار الحل الوحيد لضمان وحدة الأراضي السورية
كاتب المقال : علي سعادة
لا أحد في سوريا يمتلك القدرة على حسم الصراع الداخلي عسكريا، فكل طرف لديه مكامن القوة ولديه أيضا جوانب هشة ولينة أسفنجية قابلة للاختراق، وبالتالي لن يتمكن أي طرف من حسم المعركة لصالحه بشكل كامل ونهائي.
الجيش السوري لديه أسلحته وتنظيمه العسكري وسيطرته على ثلثي البلاد من بينها العاصمة دمشق والساحل، الجيش الحر يسيطر على مناطق محدودة في الشمال، فيما القوات الكردية (قسد) تسيطر على المنطقة الشمالية الشرقية، وجبهة تحرير الشام باتت تسيطر على مدن رئيسية مثل أدلب وحلب.
أي أن كل طرف لديه مساحة من الأرض السورية، ربما يتقدم بضعة كيلومترات وربما يخسرها، لكن الوضع سيبقى يراوح مكانه.
فالقوى الكبرى تراقب ولكل قوة مصالحها وحساباتها، روسيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية ودولة الكيان المارق والمنبوذ.
روسيا وإيران تأخذان موقفا مساندا للحكومة السورية، وهذا ليس سرا طبعا، فيما تبدو تركيا قريبة جدا من جبهة النصرة ومن الجيش السوري الحر ومنسجمة مع تحركاتهما الحالية، وهذا أيضا معروف ومعلن بشكل كبير، ويبدو الأكراد مطمئنين لدعم واشنطن ومن خلفها تل أبيب، وهذه الحقيقة أيضا ليست سرا .
لن ينهزم أي طرف بسهولة ولن يسمح رعاته بهزيمتهم بشكل كامل. وبالتالي سيبقى الصراع الدامي مشتعلا وإذا توقف قليلا فهو لن يغير شيئا على الأرض، وسط كل ذلك يبقى الخاسر الوحيد ثابتا لا يتغير منذ عام 2011 وهو المواطن العربي السوري الذي يدفع ثمن هذه الصراعات التي لم تتوقف فمنذ 13 عاما.
ويبدو لي أن الحل الوحيد الممكن والمتاح لسوريا هو فقط عبر الحوار الوطني، حوار يكون أساسه في المرحلة الأولى الاتفاق على وقف جميع الأعمال العسكرية بين جميع الأطراف، وفتح السجون والمعتقلات وإطلاق سراح جميع المسجونين والموقفين لدى كل الأطراف دون استثناء، من أجل أي يكون هذا الحوار بداية حقيقة لمصالحة وطنية.
ثم في مرحلة لاحقة يتم بحث باقي المسائل، الأهم في كل ما يجري هو بقاء سوريا دولة موحدة تضم جميع أبنائهم بجميع أطيافها على قاعدة وحدة الأراضي السورية، لأن تقسم سوريا يعني فوضى ستطال كل بلاد الشام يستفيد منها فقط الكيان الصهيوني العربيد.