محمية ضانا.. سردية الطبيعة الخلابة وسر التنمية المحلية
السبيل- بترا
على بُعد حوالي 180كيلومترا جنوب غرب العاصمة عمان، وتحديدا في لواء بصيرا بمحافظة الطفيلة تطل محمية ضانا ذات التنوع المناخي والبيئي والتي تحكي آثارها الماثلة بشموخ كموقع فينان الأثري جانبا من تاريخ المنطقة الذي يعود لآلاف السنين.
وتوفر محمية ضانا التي تحتضن جبل العلمي وهو ثاني قمة مأهولة بالسكان في المملكة (1654 مترا فوق سطح البحر)، ممرا سياحيا بطول 15 كيلومترا من قمة الجبل إلى أسفل وادي فينان مرورا بالتضاريس الجبلية الوعرة والفريدة ما جعلها مكانا جاذبا للعديد من المشاريع الفندقية والاستثمارية المدرة للدخل إضافة الى المبادرات المجتمعية التي جعلت منها حاضنة بيئية وتاريخية واقتصادية بامتياز في محافظة الطفيلة، اذ يقدر الدخل المتأتي من هذه المشروعات للمجتمعات المحلية المحيطة بالمحمية بنحو 2.370 مليون دينار.
وكان للجمعية الملكية لحماية الطبيعة اسهامات اقتصادية واجتماعية وبيئية في محمية ضانا التي تأسست عام 1989 وتعتبر أكبر محمية طبيعية في جنوب الأردن وتتجاوز مساحتها 300 كيلو متر مربع بتنوع جغرافي وحيوي كبير، اذ عملت الجمعية على تحقيق التوازن من خلال حماية المنظومة الطبيعية وتنمية المناطق المحيطة بها اقتصاديًّا واجتماعيًّا.
منجزات نوعية على مدار 25 عاما مضت.
مدير محمية ضانا للمحيط الحيوي رائد الخوالدة، يقول لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن المحمية شهدت منذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية قبل 25 عاما منجزات نوعية في عدة مجالات أهمها توسعة بيت الضيافة في مركز زوار ضانا، والذي انشئ بمكرمة ملكية سامية بقيمة تجاوزت مليون دينار ما أسهم في زيادة الدخل المتأتي للمحمية والمجتمع المحلي، وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة، فضلا عن زيادة مدة إقامة السياح المحليين والأجانب عبر توفير خدمات وتجارب وأنشطة سياحية وبيئية متنوعة.
واضاف، إنه تم ترميم نحو 150 منزلا قديما في قرية ضانا مع الحفاظ على طابعها التراثي والمعماري، ما جعلها قرية سياحية واستراحة لزوار المحمية، في وقت شهدت جملة من المشاريع الأخرى التي انعكست على مستوى حماية التنوع الحيوي والخدمات السياحي، حيث تم توسعة بيت الضيافة لرفع طاقته الاستيعابية الى مستويات نوعية، ما انعكس على برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأسهم في إيجاد فرص عمل وموارد دخل بديلة للسكان المحليين.
وأشار الخوالدة الى نزل فينان البيئي الذي يعتبر أفضل موقع في العالم يمثل حقبة تعدين النحاس في التاريخ البشري، وثاني أهم موقع في جنوب الأردن بعد البترا، ويحتوي قرابة 26 غرفة مجهزة لاستقبال الزوار، وهو أول فندق في الشرق الأوسط يستمد الكهرباء من الطاقة الشمسية بموازاة استخدام الشموع لغايات جذب الزوار وتطوير المنتج السياحي البيئي واستثماره نحو التنمية المستدامة، وحصل على جائزة “الفائز الذهبي” ضمن جوائز السياحة المسؤولة العالمية عن فئة أفضل منشأة من حيث تخفيض الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى وفاز بجائزة “الفائز الذهبي” ضمن جوائز السياحة المسؤولة العالمية عن فئة أفضل منشأة من حيث تخفيض الكربون وغازات الاحتباس الحراري .
وتضم محمية ضانا 12 فندقا سياحيا بحجم 150 غرفة فندقية تشهد نسب إشغال عالية في المواسم السياحية النشطة،
يعود معظمها لسكان القرية وفرت فرص عمل مباشرة لأبناء المنطقة وأخرى غير مباشرة خلال المواسم السياحية إضافة الى تنشيط الحركة التجارية في منطقة القادسية القريبة من ضانا، بحسب الخوالدة الذي أشار الى أن أسعار الإقامة الفندقية لشخصين داخل المحمية تصل إلى 60 دينارا لليلة الواحدة شاملة وجبة الإفطار.
وبين الخوالدة أنه تم تطوير العديد من التجارب السياحية التي تسهم في الحفاظ على التراث الأردني الأصيل وانشاء مشاريع لحرف يدوية ومبادرات أسرية اسهمت في إثراء تجربة زوار المنطقة، فيما تم تنفيذ مشروع لإعادة استخدام المياه الرمادية واستخدام اساليب حديثة للزراعة والحد من هدر المياه، ما جعل المحمية وجهة للخبراء في مجال البحث العلمي.
ووفرت محمية ضانا نحو 200 فرصة عمل مؤقتة لأبناء المنطقة، و85 وظيفة دائمة، فيما تستفيد نحو 200 عائلة بشكل غير مباشر من النشاط السياحي والاقتصادي فيها في حين شهدت المحمية انشاء عدد من السدود والحفائر الترابية في مناطق الرعي، سيما في منطقة البرة لخدمة أصحاب حيازات المواشي التي تقدر بحوالي 5 آلاف رأس تتوفر لها المياه على مدار العام بحسب الخوالدة.
جوائز عالمية لمحمية ضانا.
وبفضل الاهتمام المستمر بالمحمية ومرافقها، فقد حصدت العديد من الجوائز العالمية منها جائزة السياحة المسؤولة، وجائزة ناشونال جيوغرافك، و “جوردن تايمز”، وجائزة TripAdvisor، في حين صنفت صحيفة “نيويورك تايمز” المحمية ضمن 52 موقعاً عالمياً، وجاءت في المركز 25 ضمن أحد أفضل الوجهات السياحية للعام 2022، فيما حصلت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة على جائزة “المقاصد السياحية العالمية – الإرث العالمي” تقديراً لدورها في تطوير السياحة البيئية في محمية ضانا للمحيط الحيوي.
وتعتبر محمية ضانا أول محمية طبيعية في الأردن يدرج أسمها ضمن محميات الإنسان والمحيط الحيوي الخاصة بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) باعتبارها من أهم المواقع الطبيعية على المستوى الدولي، فيما تم إعلانها كمحيط حيوي ضمن برنامج الإنسان والمحيط التابع لمؤسسة اليونسكو العالمية لتكون بذلك أول محميات الأردن للمحيط الحيوي.
وأسهمت جهود الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في تنفيذ العديد من المشروعات التي غدت مصدر دخل للسكان المحليين في المحمية، شملت معملا لتصنيع المربى والأعشاب الطبيعية المجففة، وآخر لإنتاج الحلي الفضية.
كما أعلنت محمية ضانا منطقة مهمة للطيور في الشرق الأوسط عام 1995، وتم نشر إعلانها في كتاب المناطق المهمة للطيور (إيفانز 1995) وأيضا في تقرير مراجعة المناطق المحمية في الأردن الذي نشرته الجمعية الملكية لحماية الطبيعة عام 2000 .
وقال الخوالدة، إن محمية ضانا تحتضن أكثر من 800 نوع نباتي، ثلاثة لا يمكن إيجادها في أي مكان في العالم سوى في المحمية، فيما تمتاز المحمية بتنوع فريد وكبير في الحياة البرية، بما فيها أنواع نادرة من النباتات والحيوانات، وتضم 35 بالمئة من النباتات المسجلة في الأردن، وتعد موطنا للعديد من أنواع الطيور والثديات المهددة عالميا، مثل النعار السوري، والعوسق، الثعلب الأفغاني، والماعز الجبلي.
واكد الخوالدة أن الجمعية العلمية الملكية التي تقوم على إدارة المحمية، تعمل على تحقيق التوازن بين الاستخدام البيئي للمحمية والاستثمار السياحي وبما لا يضر بالبيئة من خلال مشروعات حيوية تعمل على استقطاب السياحة المحلية والخارجية، وإيجاد نشاطات اقتصادية ذات مردود الي واقتصادي تراعي الشروط البيئية.
وتضم محمية ضانا جبل العلمي، الذي يعد ثاني أعلى قمة في المملكة، وأعلى قمة مأهولة بالسكان فيها، اذ يمتاز الجبل بتنوع مناخه بين مناخ البحر الأبيض المتوسط، والمناخ السوداني الإفريقي، ومناخ شبه الجزيرة العربية الصحراوي، ومناخ القارة الأوروبية والآسيوية والإفريقية.
ويصل ارتفاع قمة الجبل العلمي الى 1654 مترا فوق سطح البحر، وينحدر منه وادي فينان على عمق 200 متر، وتوفر المحمية ممرا سياحيا بطول 15 كيلومترا من قمة الجبل إلى أسفل الوادي مرورا بالتضاريس الجبلية الوعرة والفريدة.
وتعد المحمية بحسب الخوالدة، موطنا للمئات من الحيوانات البرية، وعدد من الحيوانات المهددة بالانقراض مثل النمر العربي والضبع المخطط والسحلية الذهبية، والبدن العربي “الغزال” والذي أسهمت جهود الجمعية في زيادة اعداده الى في المحمية الى 300 زوج.
وتمتاز المحمية بعيون المياه العذبة التي تنساب من أعالي الجبال، وتعد صالحة للاستهلاك البشري، اذ عملت الجمعية وادارة المحمية على تأهيل عدد من عيون المياه في المنطقة لتحقيق اعلى فائدة منها لاصحاب البساتين والفنادق في القرية القديمة.
مشروعات تنموية.. فتيات ضانا يكسرن ثقافة العيب.
وتضم المحمية مركزا لتجفيف الخضار والفواكه التي تنتج في المحمية بشكل طبيعي ومن دون استخدام أي منتجات كيميائية تضر بالبيئة والصحة، موضحا أن المركز يقوم بشراء هذه المنتجات من السكان المحليين ويجهزها للبيع إما داخل المحمية أو في أحد المعارض في العاصمة عمان.
ويشير الخوالدة الى ان المحمية تحتضن قسما للمشاريع يتبع له أربعة مشاغل اثنان في ضانا وهما مشغل المربيات والأعشاب، ومشغل الحلي المختص بتشكيل النحاس والفضة والبرونز، أما المشغلان الآخران فمكانهما في منطقة فينان، وهما مختصان بصناعة الجلود والشموع، ويعمل بهذه المشاغل سيدات من المجتمع المحلي.
ويضيف، لقد تمكنت فتيات قرية ضانا العاملات في مشغل الحلي من تطويع الفضة الخام وحبيبات البرونز والنحاس، لتشكيل قطع حلي جميلة مزينة بالأحجار الكريمة والنقوش المتنوعة المستوحاة من الطبيعة .
وقالت رائدة النعانعة المشرفة على المشروع، إن الفتيات اللواتي يعملن في مشاغل الحلي وتجفيف الفواكه وصناعة الجلود والشموع بلغ عددهن 12 فتاة حيث يقمن باختيار التصاميم المستوحاة من بيئة محمية ضانا كأشكال النباتات والحيوانات بإستخدام أدوات ومعدات وفرتها المحمية، إضافة الى مهارة تجفيف الفواكه والاعشاب الطبية وصناعة الجلود لبيعها على زوار ضانا.
واشارت الى إلى أنهن يفتخرن بأنهن حققن استقلالا ماليا إضافة الى تنمية المهارات الشخصية حيث خضعن لدورات تدريبية متحديات لثقافة العيب.
خيارات سياحية منوعة للزوار وفرص للتخييم.
وتوفر المرافق السياحية الموجودة داخل المحمية خيارات متعددة للزوار تشمل الإقامة والخطط السياحية والخدمات المقدمة.
يقول الخوالدة، إن المحمية توفر أماكن تخييم للزوار وجولات سياحية سيرا على الأقدام، تختلف مسافاتها ومدتها وفقا لطبيعة المسير ومنطقته، مشيرا الى ان هذا المخيم جاء تجسيدا للسياحة البيئية المستدامة من خلال برامج سياحية تبنتها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة للاستفادة من المصادر المتوفرة وحفظ حقوق الأجيال القادمة.
وأكد التركيز ضمن أهداف المحمية وغاياتها على المحافظة على مقدرات الطبيعة الثمينة، الى جانب التركيز على الزوار المحليين لتكون الزيارة سياحة بيئية لأماكن طبيعية لم يلامسها عبث، مشيرا الى ان المخيم يقع على بقعة تتنوع فيها المنظومة الطبيعية الخلابة، وتتعانق فيها السماء مع عبق الشيح والقيصوم والبلوط والعرعر حيث ارتبطت الحداثة والتطور مع الطبيعة الخلابة والبيئة والتراث الأردني من خلال تشغيل أول بيت للشعر على نظام الطاقة الشمسية في المملكة في مخيم الرمانة بالمحمية عام 2015.
ويهيئ مخيم الرمانة للزوار 20 خيمة للمبيت فيها تقل أسعار الخيمة الواحدة للسائح الأردني عنها للسائح الأجنبي لغايات دعم السياحة المحلية، مبينا أن المخيم يشتمل على أماكن لمراقبة الطيور والحيوانات البرية، إلى جانب أماكن لمراقبة النجوم بفضل سكون المكان.
وأكد الخوالدة أن في المحمية مراقبين دائمين وكاميرات مراقبة ومناظير لمراقبة الجبال والأودية المحيطة لتوفير الحماية من احتمالات تعرض الحيوانات البرية والطيور والاشجار المعمرة لأي اعتداء.
المسارات السياحية في ضانا.. أربعة مناخات في مكان واحد.
وفي المحمية عدة مسارات سياحية يمكن للزائر من خلالها السير راجلا للتعرف على مكونات المحمية الطبيعية، والتي تتطلب مرافقة أدلاء سياحيين لديهم المعرفة بكافة طرق المحمية.
وبين الخوالدة أن المسير في محمية ضانا قد يستغرق 4 أيام و5 ليالٍ على الأقدام، حيث يبدأ من وادي ضانا ومن ثم وادي النخيل الذي يعد ممرا مائيا ساحرا يحتوي على غابات النخيل البري، وصولا إلى الشوبك وجبالها المغطاة بأشجار البلوط العالية، ثم يصل السائر في اليوم الرابع إلى إحدى عجائب الدنيا السبع مدينة “البترا” من الجهة الخلفية للسيق.
وقال، إن المسير يشمل تأمين الزائر بالوجبات وخيام النوم والتعريف بالمناطق المختلفة بتكلفة لا تزيد على 250 دينارا للشخص الواحد، حيث لا يرى الزائر خلال الأيام الأربعة أي مظهر من مظاهر الحداثة ليعيش الزائر لحظات الدهشة والتمتع بمشهد الطبيعة الخلابة بما فيها من نباتات وأشجار وحيوانات نادرة فوق المرتفعات والأودية، مشيرا الى أن
إجمالي زوار ضانا عام 2019 بلغ نحو 250 الف زائر ما بين زائر محلي واجنبي انخفض العدد الى 80 الفا عام 2023 بسبب الظروف الدولية السياسية المحيطة بالمنطقة.
وأشار الخوالدة الى أن ضانا تستقبل زوارها القادمين من أقصى بقاع الأرض، ليعيشوا أربعة مناخات مختلفة خلال ساعات من المسير، حيث تبدأ من قمة جبل العلمي بمناخ البحر الأبيض المتوسط، والانحدار نحو الأسفل قليلا حيث يبدأ المناخ الإيراني الطوراني الذي يلحظه الزائر من خلال الصخور التي يميل لونها للأحمر، ثم يبدأ المناخ السوداني الإفريقي بعد الاستمرار بالانحدار إلى الأسفل حيث تقل الأشجار وتكثر الشجيرات الصغيرة وتظهر صخور الجرانيت التي يصنع منها الرخام المستخدم في المنازل، لافتا الى أن المناخ الرابع الذي يبدأ في أسفل الوادي وهو مناخ شبه الجزيرة العربية الصحراوي.
تطوير وادي ضانا.
ولفت الحوالدة الى انه تم تطوير وادي ضانا والبساتين المزروعة بالفواكه بالتعاون مع وزارة الزراعة، في وقت نفذت فيه الوكالة الاميركية للانماء الدولي مشروعات لصيانة وتطوير نحو 16 منزلا في القرية لغايات التوسع باقامة الغرف الفندقية المميزة وافادة ابناء المنطقة الذين ما يزالون مرتبطين بقرية ضانا منذ 400 سنة ويتجاوز عددهم 90 اسرة ملتصقون بمزارع الزيتون والكرمة معظمهم من عشيرة العطاعطة المضيافة، والذين يتمسكون بتقاليد القرية الممتدة الى أكثر من 6000 سنة.
ويشير محمد الخوالدة ورمزي الخصبة وعلي الخوالدة من اصحاب فنادق ضانا، الى ان الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ممثلة بمحمية ضانا للمحيط الحيوي اسهمت في ايجاد بنى تحتية وفوقية ومشروعات سياحية وبيئية مكنتهم من استثمار المباني القديمة في قرية ضانا لتكون فنادق محلية ما أسهم في ايجاد مصادر دخل لهم عبر صناعة السياحة .
ولفت العديد من المزارعين في القرية الى ان المحمية اسهمت في تحسين الواقع المعيشي لهم من خلال شراء منتجاتهم من الفواكه لغايات تجفيفها فضلا عن توفير فرص عمل غير مباشرة لهم في مجال الدلالة السياحية لزوار ضانا ما اكسبهم مهارات جديدة في التعامل مع السياح.
وأكد مدير المحمية للمحيط الحيوي رائد الخوالدة، ان المحمية تركز على تعزيز مفاهيم تطوير البيئة السياحية المعتمدة على تنمية أسلوب الترحال والتنقل المبرمج وبما يسهم في تنمية المواقع السياحية التي يرتادها الزوار، والتي تأتي من خلال مشروعات اقتصادية اجتماعية تسهم في توفير فرص عمل للمجتمع المحلي تحقق مبدأ التنمية المستدامة.
التوعية البيئية وفارس الطبيعة.
وأكد الخوالدة حرص إدارة المحمية على عقد ورش لكافة فئات المجتمع المحلي بغية تعزيز مفهوم الحفاظ على البيئة وإيجاد جيل متسلح بالوعي البيئي حيال محيطه الحيوي خصوصا محمية ضانا، ومن بين الفئات المجتمعية المستهدفة شريحة طلبة المدارس حيث يتم بشكل دوري عقد برنامج تدريبي أطلق عليه “فارس الطبيعة” وهو برنامج بيئي لعدد من طلبة المدارس.
وأشار الى أن البرنامج هو تواصل تعليمي يستهدف الطلبة الذكور والإناث في الفئة العمرية من عمر 12- 15 عاما، ويتمحور حول المحميات الطبيعية التابعة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة ويهدف إلى “بناء جيل متصل بالمحمية ومؤهل علمياً وفنياً لدعم أنشطة حماية الطبيعة”، ومن ثم الحصول على دعم أكبر لبرامج الحفاظ على الطبيعة ولنشاطات الجمعية.
وتمتد المحمية على سفوح عدد من الجبال من منطقة القادسية التي ترتفع أكثر من 1500 متر عن سطح البحر وتنخفض إلى سهول صحراء وادي عربة. وتتخلل المنطقة جبال وأودية تتميز بطبيعتها الخلابة، وتتنوع تركيبتها الجيولوجية ما بين الحجر الجيري والجرانيت.