نفق ام قيس الأثري يحاكي تاريخ المنطقة وقصة حياة الإنسان فيها
السبيل – تحتضن قرية ام قيس بين كنوزها الأثرية التاريخية بنفق أثري يمتد طوله نحو 420 متراً، إلى جانب آثار المنطقة التي تعود لآلاف السنين تحاكي تاريخ المنطقة وقصة حياة الإنسان فيها.
ونفق أم قيس الأثري، الذي يعود إلى الفترة الرومانية من المعالم المهمة في الأردن ويقع في منطقة أم قيس شمال غربي محافظة اربد، ويعد جزءاً من شبكة معقدة من الأنفاق الرومانية التي نحتت في الصخر الطبيعي تحت مستوى سطح الأرض والتي كانت تستخدم لجر المياه.
وقال مدير مديرية آثار محافظة اربد الدكتور زياد غنيمات لوكالة الأنباء الأردنية ( بترا ) ، إن الموقع الجغرافي المميز لقرية أم قيس ،والتي عرفت قديماً باسم جدارا ، أعطاها أهمية كبيرة حيث أنها تربض فوق هضبة تطل على بحيرة طبريا وعلى نهر اليرموك وهضبة الجولان،الأمر الذي يعكس الفكر الإستراتيجي لمؤسسيها القدماء.
وأضاف ان ” النفق المائي الذي يمر من خلال موقع أم قيس الأثري والمصنف ب ” الأطول بالعالم ” يعد من أبرز الشواهد التاريخية على إتقان هندسة النظم المائية وذلك لتمكنه من جر المياه العذبة من أماكن بعيدة ولمسافات طويلة حيث أثبتت بعض الدراسات بأن هذه الشبكة من الأنفاق التي تصل بامتدادها إلى حوالي 170 كيلومترا ، ما جعل هذا المعلم شاهداً على العبقرية والإبداع الهندسي في الفترة الرومانية”، مؤكداً أن اكتشاف هذا النفق أضاف الكثير من المعلومات عن الأهمية البالغة للمدينة.
وعن تاريخ اكتشاف النفق،اوضح غنيمات انه تم تسجيل أول اكتشاف علمي له بأم قيس في عام 1989 من خلال أعمال التنقيب الأثري التي كانت تقوم بها دائرة الآثار العامة، مشيراً إلى أن اكتشاف هذا النفق المائي يشكل حافزاً لتعزيز التنمية المستدامة في مدينة اربد بشكل عام وأم قيس بشكل خاص.
وعن أسباب شق هذا النفق، أشار غنيمات أنه كان لأسباب متعددة أهمها نقل المياه من مصادرها إلى المدينة لغايات تلبية احتياجات السكان من مياه الشرب والزراعة،مرجحا وجود وظيفة أخرى للنفق ودور في حماية السكان والمدينة في حالات الطوارئ.
وعن ترميم النفق ، أوضح غنيمات أنه في عام 2018 قامت كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك بالتعاون مع دائرة الآثار العامة من خلال صندوق السفارة الأميركية للحفاظ على التراث الثقافي من تنفيذ مشروع ترميم وإعادة تأهيل جزء من النفق بطول 420 مترا بقيمة 160 ألف دولار أميركي، فيما تولت الشركة الأردنية لأحياء التراث تشغيله اخيرا لاستقبال الزوار وليكون معلماً سياحياً ومركزياً في أم قيس، وليتمكن الأردنيون والعديد من الزوار من الاستمتاع بهذا الإبداع الهندسي.
وأشار الى أن النفق يظهر براعة هندسية في التصميم ،ولا سيما مع وجود تقاطع مع أنفاق أخرى اسفل منه ما تزال محافظة على طبقات القصارة القديمة على جانبية وبالإضافة لبقايا الآبار التي تعود للفترة الهلنستية التي كانت تستخدم لتجميع المياه، لافتا الى أن النفق يتوفر به عناصر السلامة العامة من مخارج وسلالم عدة للطوارئ والإنارة الكافية لما يتيح للسائح الاستمتاع بتفاصيل التكوينات الصخرية كما وتم تزويده باللوحات الإرشادية ولا يسمح بدخوله سوى لأعداد محدودة في كل مرة وبمرافقة دليل مختص.