موقف عربي وإسلامي غامض حول مذكرة اعتقال نتنياهو
كاتب المقال : علي سعادة
باستثناء الأردن والعراق ولبنان والجزائر وفلسطين وتركيا وإيران، لم يصدر من باقي الدول العربية والإسلامية أية ردود فعل حول إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير حربه المقال يوآف غالانت، فعسى المانع خيرا، وعسى البريد قد تأخر في زحمة المواصلات!
الأردن كعادته في المواقف المساندة للقضية الفلسطينية كان السباق في أخذ موقف مبكر من قرار اعتقال مجرم الحرب نتنياهو، وفي السياق، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، إن “هذه القرارات يجب أن تحترم وتنفذ، فالشعب الفلسطيني يستحق العدالة، والمؤسسات القانونية وجدت لتحاسب”. وشدد على أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يكون “انتقائيا في قبول قرارات المحكمة في قضايا معينة ورفضها في قضايا أخرى”.
الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الذي أراه أحد جوانب الضعف والسلبية في المشهد العربي، وموقفه من المقاومة معدوم تماما، لم يصدر بيانا رسميا باسم الجامعة واكتفى بتغريدة عبر منصة “إكس” قال فيها : “أحيي قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن توقيف رئيس حكومة الاحتلال ووزير دفاعه.. العدالة هي السبيل الحقيقي لتحقيق السلام ودونها لن يتحقق.. الترحيب الدولي بهذه الخطوة يعكس رفضاً دولياً عارماً لجرائم الحرب الإسرائيلية المستمرة ورغبة في إيقافها عند حدها بأي شكل”.
وكان يجب على أبو الغيط أن يقوم بقيادة تحرك عربي وإسلامي لمساندة هذا القرار وإكسابه زخما دوليا بدلا من الاكتفاء بتغريدة.
ويبدو أن المواقف العربية والإسلامية ستبقى تراوح مكانها بهذا الخصوص وقد تنضم دولة أو أكثر لكن انتظار كل هذه المدة يوحي بأن الشلل والضعف وصل إلى مراحل متقدمة في سياسات غالبية الدول العربية والإسلامية التي فشلت حتى اليوم في إدخال أية مساعدات لقطاع غزة الذي يعاني من الجوع باستثناء ما يقوم به الأردن من إدخال مساعدات وعبر المستشفى الميداني بغزة
وبموجب قرار المحكمة التي لا تملك أفراد شرطة لتنفيذه، أصبحت الدول الأعضاء فيها وعددها 124 دولة ملزمة قانونا بتنفيذ الأمر باعتقال نتنياهو وغالانت إذا دخلا أراضيها، وتسليمهما إلى الجنائية الدولية لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقيهما، وذلك بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة.
ولا يمكن تفسير موقف بعض العرب بهذا الخصوص سوى انه مرتهن بما تقوله الولايات المتحدة، وبما أن واشنطن “ترفض بشكل قاطع قرار المحكمة إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبار”، فبعض العواصم العربية والإسلامية تفضل السكوت لأنه من ذهب ودولارات وصفقات أسلحة ورضا أمريكا على سياساتها مهما كانت متوحشة أو ضد مصالح شعوبها.
وكفى الله حكوماتها القتال!!