“القسام” تؤكد حضورها الميداني في غزة.. ما دلالات ذلك؟
السبيل – خاص
شهد قطاع غزة اليوم تصعيداً نوعياً في العمليات العسكرية التي نفذتها كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة “حماس”، في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في مناطق متعددة من القطاع.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الاجتياحات الإسرائيلية المكثفة شمال القطاع، ومحاولات الاحتلال السيطرة على مناطق استراتيجية.
ملخص العمليات
أعلنت كتائب القسام، اليوم الإثنين، عن تنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
ففي منطقة الجمعية الإسلامية وسط مدينة بيت لاهيا شمال القطاع، استهدفت المقاومة دبابة إسرائيلية من نوع “ميركافا” بقذيفة “الياسين 105″، وأعقبتها باستهداف قوة راجلة مكونة من 12 جندياً بقذيفة مضادة للأفراد، ما أسفر عن وقوع إصابات مباشرة في صفوف القوة المستهدفة. كما تمكن القناصة التابعون للقسام من قنص خمسة جنود إسرائيليين في منطقة “الجواني” وسط بيت لاهيا.
وفي سياق متصل؛ نشرت كتائب القسام مشاهد مصورة عبر قناتها على التلغرام توثق التحام مقاتليها مع القوات الإسرائيلية المتوغلة شرق مخيم البريج وسط القطاع.
وتضمنت المشاهد استهداف جرافتي D9 بقذيفتي “ياسين 105” وRPG، إضافة إلى ضرب دبابة من نوع “ميركافا” بقذيفة “الياسين 105”. كما أظهرت انسحاب القوات الإسرائيلية وسحبها لآلياتها المتضررة بفعل هذه الهجمات.
وفي جباليا شمال القطاع؛ عرضت القسام مشاهد أخرى توثق اشتباكات في شارع المحكمة وحي القصاصيب.
وتضمنت المشاهد استهداف منزلين تحصن فيهما جنود الاحتلال بالقذائف، بالإضافة إلى قنص أحد الجنود. كما وثقت آثار الدماء التي خلفتها عمليات الإخلاء الإسرائيلي لقتلاهم وجرحاهم، إلى جانب عرض مقتنيات خاصة تركها الجنود أثناء انسحابهم.
دلالات التصعيد
تصاعدت المواجهات بين كتائب القسام وقوات الاحتلال بشكل لافت خلال الأيام الأخيرة، خاصة في المناطق الشمالية من قطاع غزة. وتشير العمليات النوعية التي نُفذت اليوم إلى تطور تكتيكات المقاومة ونجاحها في استهداف قوات الاحتلال وآلياته الثقيلة على أكثر من جبهة.
ومع استمرار الاجتياح الإسرائيلي في الشمال؛ يمكن قراءة هذا التصعيد على أنه جزء من استراتيجية المقاومة لتثبيت قواعد اشتباك جديدة ورفع تكلفة أي تقدم إسرائيلي.
- كفاءة العمل الميداني:
تميزت عمليات القسام اليوم بالدقة العالية والتنوع في الأهداف والأسلحة، مثل قذائف “الياسين 105” والقذائف المضادة للأفراد.
ونجحت المقاومة في ضرب الآليات الثقيلة كالجرافات والدبابات، إلى جانب استهداف قوات المشاة والقنص الدقيق، ما يعكس جهوزية ميدانية كبيرة وفاعلية في التعامل مع سيناريوهات القتال المختلفة.
- الاستنزاف التكتيكي:
تستهدف المقاومة من خلال هذه العمليات إلحاق خسائر مباشرة في صفوف الاحتلال واستنزاف قدراته الميدانية.
ويشير إجبار القوات الإسرائيلية على التراجع وسحب الآليات المتضررة، خاصة في شرق البريج، إلى نجاح تكتيكات المقاومة في شل تقدم الاحتلال ورفع كلفة عملياته.
- أهمية الشمال كمحور للصراع:
يُظهر تركيز العمليات في بيت لاهيا وجباليا أهمية الشمال كمنطقة استراتيجية في حسابات الاحتلال والمقاومة على حد سواء.
وتعكس كثافة الاشتباكات هناك تعكس محاولة الاحتلال تثبيت سيطرته في المناطق الشمالية، بينما تعمل المقاومة على صد هذه المحاولات، وتكبيد القوات الإسرائيلية أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية.
- الرسائل الميدانية والمعنوية:
يشكل بث مشاهد انسحاب القوات الإسرائيلية وسحب آلياتها المتضررة رسالة مزدوجة؛ الأولى للعدو الإسرائيلي بأن المقاومة قادرة على إحباط خططه العسكرية، والثانية للشعب الفلسطيني بأن صمود المقاومة مستمر رغم شراسة العدوان.
وتعزز هذه الرسائل الروح المعنوية لدى المدنيين، وتزيد من التفافهم حول خيار المقاومة.
وفي الختام.. يعكس هذا التصعيد مرحلة جديدة من المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، حيث تبدو كتائب القسام مصممة على إفشال محاولات التوغل الإسرائيلي مهما كان الثمن.
ومن المتوقع في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية؛ أن تتصاعد العمليات النوعية للمقاومة، مع استمرارية التركيز على إلحاق الخسائر الميدانية الكبيرة بقوات الاحتلال ما أمكن.