“لجان المقاومة”: جنين خزان الثورة

السبيل
أكدت “لجان المقاومة” في فلسطين، أن هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي والعدوان “البربري الهمجي” على مخيم جنين دليل واضح على “نهج الكيان الاحتلال الإجرامي ومخططاته الإستئصالية الفاشية بحق شعبنا بكل مكوناته”.
وأشارت اللجان في بيان مساء اليوم الثلاثاء، إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي لن ينجح في تحقيق أهدافه في جنين”، مشددة على أن “أوهام العدو وجدرانه الحديدية ستتحطم في جنين كما تكسرت سيوفه الحديدية في غزة”.
وأوضحت أن “مخيم جنين سيبقى رمزاً للبطولة والثورة، وخزاناً لا ينضب للمقاومة الفلسطينية”، مؤكدة أن “كافة أشكال العدوان لن تنجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني ومقاوميه، وأن المخيم سيخرج منتصراً شامخاً كعادته”.
ودعت اللجان الشباب الفلسطيني الثائر ومقاومي الضفة الغربية والقدس المحتلة وأراضي الـ48 إلى “النزول للشوارع وتصعيد المقاومة بكافة الوسائل المتاحة، لإفشال مخططات الاحتلال في جنين والتصدي لسياساته العدوانية”.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية (تابعة للسلطة الفلسطينية)، قد أعلنت اليوم الثلاثاء، ارتفاع عدد الشهداء إلى 8، والإصابات إلى 35، في عدوان الاحتلال المتواصل على جنين ومخيمها، شمال الضفة الغربية، وذلك عقب انسحاب قوات أمن السلطة الفلسطينية من المنطقة.
وأكّدت مصادر محلية “انسحاب أجهزة أمن السلطة الفلسطينية من محيط مخيم جنين بعد بدء الاقتحام من قبل قوات الاحتلال”.
وحسب صحيفة /هآرتس/ العبرية، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي طلب من قوات السلطة الفلسطينية الانسحاب من المنطقة قبل بدء الاقتحام.
وتواصلت الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، إذ أعلنت “كتيبة جنين” التابعة لـ”سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، أنها “تواصل التصدي لقوات الاحتلال المقتحمة في محاور القتال، وتمطر قوات العدو بزخات كثيفة من الرصاص”.
وأكدت “كتيبة جنين” استمرار مقاومتها ضد قوات الاحتلال، مشددة على أن “المقاومة لن تتراجع في الدفاع عن أرضها وشعبها”.
وتأتي هذه العملية في إطار تصعيد عسكري متواصل من قبل قوات الاحتلال في الضفة الغربية، خاصة في مناطق شمالها مثل جنين، التي تشهد توترات متكررة بين المقاومة الفلسطينية وأجهزة “أمن السلطة” من جهة وبين المقاومة وقوات الاحتلال من جهة أخرى.
وقد شهدت المنطقة في الأشهر الأخيرة عمليات عسكرية واسعة أدت إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين.
ففي 14 كانون الأول/ديسمبر الماضي، بدأت قوات “أمن السلطة” عملية عسكرية في مخيم جنين، بدعوى ملاحقة مَن سمتهم “خارجين عن القانون”.
وفي المقابل، اتهمت عدة فصائل فلسطينية أجهزة “أمن السلطة” بـ”ملاحقة المقاومين”.
من جانبها، دعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إلى “النفير العام والتصدي لعدوان الاحتلال الواسع في جنين وإسناد المقاومين لمواجهة البطش الصهيوني”.
وقالت إن “سلوك أجهزة السلطة التي انسحبت من محيط مخيم جنين بالتزامن مع بدء عملية الاحتلال يثير الاستغراب”.
وكذلك، دعت حركة “الجهاد الإسلامي” أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة إلى “التصدي بكل الوسائل للحملة المجرمة وإفشال أهدافها”.
وقالت إن هذه الحملة “حلقة بسلسلة الإبادة التي يشنها الكيان الغاصب ضد شعبنا”.
يتزامن ذلك مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، عند الساعة الثامنة والنصف من صباح الأحد الماضي، لينهي 471 يومًا من حرب الإبادة الجماعية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، وخلفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وأعلن رئيس الوزراء وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن، مساء الأربعاء الماضي، نجاح جهود الوسطاء (الدوحة والقاهرة وواشنطن) في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
ويتكون الاتفاق من ثلاث مراحل مدة كل منها 42 يوما، ويتضمن وقفا للعمليات العسكرية، وانسحاب جيش الاحتلال من المناطق المأهولة في غزة وفتح معبر رفح وتعزيز دخول المساعدات عبره، وتبادل الأسرى.