الهزيمة ورقة الأسد الاخيرة في دمشق
![](https://assabeel.net/wp-content/uploads/2024/12/بشار-الأسد.jpg)
السبيل – البعض يستعد لمرحلة ما بعد الأسد وآخرون يبحثون عن مكان في هذه المرحلة والاسد يلوح بورقة الهزيمة من دمشق كما لوح بمطار حلب وحماة، فالمعضمية باتت تحت سيطرة المعارضة جنوب دمشق فيَ حين أن جرمايا شمالا باتت أقرب للسويداء وحراكها.
في المقابل اندفعت قوات سورية الحرة المتموضعة في محيط قاعدة التنف الاميريكية نحو قاعدة الناصرية شمال دمشق وتمكنت فصائل المعارضة في درعا ومحيطها في توجهاتها وولائاتها المتعددة سياسيا واجتماعيا من اطباق سيطرتها على درعا وريفها ومعابرها الحدودية وصولا الى القنيطرة بالقرب من الحدود المحاذية للجولان السوري المحتل.
تحركات فصائل المعارضة والقوى الدولية تسارعت بالتوازي مع إعلان إدارة العمليات التابعة المكونة من تحالف ( الجيش الوطني، فصائل معارضة الشمال- الجيش الحر، هيئة تحرير الشام في ادلب) توجه قواتها نحو دمشق متجاوزة مدينة حمص في تحرك خاطف وسريع للسيطرة على العاصمة دمشق عنوان السيادة والشرعية، وهو ما يعني ان السباق محتدم للوصول إلى العاصمة دمشق ولاكتساب الشرعية أو مقعد متقدم في جسمها السياسي المتوقع.
في المقابل لايعلم الطريقة التي سيتعامل فيها النظام بقيادة بشار الأسد مع هذه الحقائق، هل سيعلن استقالته ويعين هيئة للتفاوض مع القوى الزاحفة والمحاصرة للعاصمة دمشق، أم سيسلم المدينة للطرف المتمكن عسكريا، ام لطرف بعينه كالذي حاول فعله في مطار حلب المدني، او نجح فيه في دير الزور والقامشلي لتعقيد المشهد السياسي، علما أن لديه أوراق يفاوض علهيا في الساحل وحمص تملكها القوات المتقدمة من الشمال، و اوراق اخرى يفاوض عليها القوات المتقدمة من الشرق والجنوب ولكنها اقل اهمية مما هو قابع في اللاذقية وطرطوس وبانياس.
الديناميكية العسكرية التي اطلقتها المعارضة السورية في ادلب اطلقت بالتوازي معها ديناميكية سياسية عكستها التحركات الدبلوماسية لكل من انقرة وطهران وموسكو وبغداد، وهي ديناميكية متسارعة حركت المشهد العسكري في السويداء ودرعا والتنف والقامشلي والقواعد الامريكية في محاولة لطرح اوراقها على الطاولة، فاميركا باتت حاضرة وفي الخلفية الكيان الاسرائيلي عبر القنيطرة والجولان، الأطراف الفاعلة محليا واقليميا ودوليا تسعى لفرض تصوراتها وان لا تغيب طويلا عن الحل والمشهد النهائي الذي بات متوقعا بانهيار النظام في دمشق.
هل ستحسم المدافع والبنادق الساعات الاخيرة من عمر النظام، أم سيحسمها المساومات السياسية والتدافع داخل دمشق وما حولها، وهل ستكون اميركا والكيان الاسرائيلي حاضران بقوة، ام سيتم تجاوزهما في المرحلة الأولى على الأقل، كون الولايات المتحدة ستبقى حاضرة غرب الفرات وفي التنف والقنيطرة كما هو متخيل ومتوقع.
ختاما.. أسئلة يصعب الاجابة عليها العملية العسكرية الخاطفة القادمة من الشمال (إدلب وحلب) لازالت في ذروتها، لم تفقد زخمها، ففصائلها تعتبر القوى الإيجابية الأكثر فاعلية لامتلاكها زمام المبادرة والقدرة على فرض الشروط على فاعل سلبي خطير لازال يملك ورقة الهزيمة المقلقة، فالنظام الذي انهار عسكريا لازال قادر على إحداث انقلاب سياسي باعطاء اوزان كبيرة للاعبين اقل تاثير في الميدان المحلي بيد أن تاثيرهم في الميدان الاقليمي والدولي كفيل بالحفاظ على الفوضى والاستنزاف في سوريا لفترة طويلة وممتدة.