هيبة لواء جولاني تتحطم على صخرتي غزة ولبنان
السبيل – خاص
في ضربة نوعية جديدة جنوب لبنان؛ تعرض لواء جولاني، أحد أهم ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، لخسائر موجعة في صفوفه بعد وقوع قوة تابعة للكتيبة 51 في كمين محكم نفذه حزب الله.
وتأتي هذه الخسائر ضمن سلسلة من الهجمات النوعية التي طالت اللواء خلال الفترة الأخيرة على جبهتي لبنان وقطاع غزة، حيث يواجه الجيش الإسرائيلي تحديات متزايدة بسبب شراسة المقاومة في كلا الجبهتين.
ضربة نوعية من مسافة الصفر
وفي التفاصيل؛ وقع لواء جولاني في فخ محكم في جنوب لبنان، حيث قُتل ستة من ضباطه وجنوده في كمين دقيق نصبه مقاتلو حزب الله.
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن جميع القتلى ينتمون إلى الكتيبة 51 التابعة للواء جولاني، ومن بينهم ضابط برتبة نقيب، والخمسة الباقون جنود برتبة رقيب.
وبدأت العملية حينما دخلت وحدة من جنود جولاني إلى أحد المباني في القطاع الغربي من جنوب لبنان، ليفاجئهم مقاتلو حزب الله بإطلاق النيران من مسافة قريبة عبر أنفاق ومبانٍ مجاورة، وأعقب ذلك إطلاق قذيفة مضادة للدروع من نوع “آر بي جي”.
وكانت عملية إجلاء الجرحى والقتلى معقدة وتحت نيران حزب الله، ما استغرق عدة ساعات حتى تمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي من استكمالها.
ويؤكد هذا الكمين مدى جاهزية حزب الله وقدرته على إيقاع خسائر فادحة في صفوف القوات الإسرائيلية، حتى في حالات القتال عن قرب.
ارتفاع حصيلة قتلى الاحتلال
ورفع الكمين الجديد حصيلة قتلى جيش الاحتلال إلى 53 قتيلاً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان في سبتمبر 2024، ما يعكس حالة الاستنزاف التي تعاني منها قواته في المنطقة.
وعلى الرغم من التدابير الاحترازية التي اعتمدها الجيش الإسرائيلي؛ تواجه قواته صعوبة في التعامل مع تكتيكات حرب العصابات التي يتبعها حزب الله بفعالية، حيث يعتمد الحزب على الأنفاق والمباغتة في الاشتباك، ما يحدّ من فعالية المعدات المتطورة التي تعتمد عليها قوات الاحتلال في العمليات التقليدية.
من ناحية أخرى؛ أثّرت هذه الخسائر المتزايدة على الروح المعنوية للجنود الإسرائيليين في المنطقة، وسط تخوفات من فشل الاستراتيجيات العسكرية الحالية في كسر دفاعات حزب الله المتقدمة.
وكان جيش الاحتلال قد تعرض لضربة قوية من حزب الله في 13 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، حيث تعرضت قاعدة تدريب في بنيامينا لهجوم بطائرة مسيرة أطلقها الحزب، ما أسفر عن هلاك أربعة جنود وإصابة 67 آخرين.
وكان الهجوم مفاجئًا للجنود الذين كانوا يتناولون العشاء في قاعة الطعام، حيث اخترقت الطائرة الدفاعات الجوية لتسقط وسط الجنود، محدثةً خسائر بشرية وجرحى.
وأثارت هذه الحادثة أسئلة داخلية حول مدى فعالية الأنظمة الدفاعية في حماية المنشآت العسكرية خلف الخطوط الأمامية.
“غولاني” يتألم في غزة أيضا
في قطاع غزة؛ واجه لواء جولاني معارك عنيفة أجبرته على الانسحاب مؤقتاً من القطاع بعد نحو 70 يوماً من الاشتباكات.
وشهدت هذه الفترة مقتل 44 من مقاتلي جولاني خلال مواجهات عنيفة، خاصة في حي الشجاعية شرق غزة، حيث خسر اللواء المقدم تومر جرينبيرج، قائد كتيبته، وعددًا من جنوده.
وأخيرا انسحب “غولاني” من قطاع غزة بذريعة إراحة الجنود وإعادة تنظيم صفوفهم، وسط تقارير تزعم إلى أن اللواء قد يعاود العمليات في غزة قريبًا. فيما أفادت مصادر عسكرية بأن انسحاب جولاني جاء أيضاً تحت وطأة الضغوط النفسية والتوتر الذي يعاني منه الجنود نتيجة المعارك المستمرة والخسائر الثقيلة.
وقد ظهرت على الأرض إشارات تدل على تراجع الروح المعنوية للجنود، خاصة مع تكتيكات المقاومة في غزة التي شملت الكمائن والاستهداف الدقيق باستخدام الصواريخ الموجهة والعبوات الناسفة، مما زاد من عبء العمليات على اللواء.
ونجحت المقاومة في غزة ولبنان في فرض معركة استنزاف مستمرة، مستخدمةً تكتيكات معقدة وفعالة مكّنتها من استدراج وحدات جيش الاحتلال إلى مواجهات افتقر فيها إلى التفوق، ما أسفر عن إصابات مباشرة وإرباك لخطط الهجوم والدفاع التي تعتمدها القيادة الإسرائيلية في هاتين الجبهتين.
وأثبتت المقاومة اللبنانية والفلسطينية قدرتها على مواجهة لواء جولاني وغيره من قوات النخبة الإسرائيلية، وتكبيدها خسائر غير متوقعة، مما يجعل مهمة الجيش الإسرائيلي في الحفاظ على تماسك وحداته أمراً بالغ الصعوبة، في ظل تعرض قوات النخبة لتهديد حقيقي، بعد أن كانت تُعد عصية على الهزيمة.