قمة الرياض فرصة لمراجعة القرارات العربية والإسلامية

السبيل- رصد
بدأ القادة ورؤساء وفود الدول العربية والإسلامية بالتوافد إلى العاصمة السعودية الرياض، استعداداً للمشاركة في قمة المتابعة العربية – الإسلامية غير العادية التي ستُعقد غدا الاثنين، في ظل تصعيد خطير في غزة ولبنان.
وتستضيف الرياض قمة المتابعة هذه امتداداً للقمة غير العادية التي عقدت في نوفمبر 2023، وتأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والعدوان على لبنان. وفي هذا السياق، من المتوقع أن تركز قمة الرياض على عدة محاور رئيسية:
1- مراجعة مخرجات القمة السابقة، وتقييم ما تم تحقيقه من نتائج وتوصيات فيها، بما في ذلك القرارات المتعلقة بوقف العدوان الإسرائيلي، وتقديم الدعم الإنساني للمتضررين في غزة ولبنان.
2- تطورات العدوان الإسرائيلي على لبنان، في وقت ترتفع فيه أعداد القتلى والجرحى جراء القصف الإسرائيلي، حيث تجاوز عدد الضحايا 3 آلاف قتيل و13 ألف جريح، وفقا لآخر إحصائية لوزارة الصحة اللبنانية.
3- استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي أسفر عن أكثر من 43 ألف قتيل وقرابة 103 ألاف جريح وفقا لوزارة الصحة في غزة. ومن المرجح أن تشمل المناقشات سبل كسر الحصار على القطاع، وتوسيع الدعم الإنساني، وكذلك تعزيز الدعوات الدولية لوقف الحرب.
4- مناقشة كيفية تعزيز الدعم العربي والإسلامي لفلسطين، بما في ذلك تعزيز الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وتوحيد المواقف العربية في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
القمة السابقة
وتأتي قمة الرياض 2024 كاستمرار للجهود الدبلوماسية التي بدأت في القمة العربية – الإسلامية التي عقدت في نوفمبر 2023، والتي كانت ردًا سريعًا على العدوان الإسرائيلي المستمر.
وفي تلك القمة؛ تمت إدانة العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل شامل، مع دعوات لوقف إطلاق النار فورًا. كما تم التأكيد على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين، بالإضافة إلى كسر الحصار المفروض على القطاع الفلسطيني.
كما تم تشكيل لجنة وزارية من قبل القادة العرب والإسلاميين، برئاسة وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، لتعزيز الدعم الدولي لفلسطين.
وعلى الرغم من القرارات والتوصيات المتتالية التي صدرت عن القمم السابقة؛ إلا أنه يكن لها تأثير ملموس على الواقع السياسي أو العسكري أو الإنساني، فلم تفلح في إيقاف حرب الإبادة على قطاع غزة، أو فك الحصار عنه، أو إيجاد تفاهمات لإيصال المساعدات إلى سكانه المضطهدين، وهو ما يثير تساؤلات حول فعالية هذه الاجتماعات في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
تحديات تواجه القمة الحالية
- الانقسام العربي:
حيث إن هناك تبايناً في المواقف بين الدول العربية بشأن كيفية التعامل مع العدوان الإسرائيلي، وكثير منها لا يزال يميل إلى تبني سياسة الحذر، وعدم اتخاذ خطوات ملموسة قد تضر بعلاقاتها مع القوى الدولية الكبرى، فيما تتواطأ دول أخرى مع الاحتلال، وتدعم جهوده في القضاء على المقاومة الفلسطينية. - الضعف العربي في مواجهة الضغوط الدولية:
فبالرغم من الإجماع (النظري) العربي والإسلامي على دعم القضية الفلسطينية؛ لا يزال الضغط الدولي على “إسرائيل” ضعيفاً، خاصة مع غياب آليات فعالة للضغط على الاحتلال لوقف العدوان أو الالتزام بقرارات الأمم المتحدة. - التحديات الإنسانية المستمرة:
على الرغم من الدعوات المتكررة للمجتمع الدولي لتقديم مساعدات إنسانية للفلسطينيين، إلا أن المعوقات اللوجستية والسياسية ما تزال تحول دون وصول المساعدات بشكل كافٍ وسريع إلى غزة، وهو ما يعزز الشعور بأن هذه القمم العربية – الإسلامية تفتقر إلى القدرة على ترجمة الكلمات إلى أفعال عملية.
خلاصة الأمر.. بينما تمثل قمة الرياض 2024 فرصة لمراجعة المواقف العربية والإسلامية، وتعزيز الموقف الدولي من القضية الفلسطينية؛ فإن السؤال الكبير يبقى: هل ستتمكن هذه القمة من تحقيق نتائج حاسمة في وقف التصعيد الإسرائيلي، أم أنها ستكون مجرد حلقة جديدة من الاجتماعات التي تطرح المواقف نفسها دون أن تؤدي إلى تغيير حقيقي على الأرض؟