نخب تعلق على فوز ترامب.. ما تأثيره في العدوان على غزة؟
السبيل
علقت شخصيات بارزة على فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، بفارق كبير عن منافسته الجمهورية كامالا هاريس، نائبة الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
واعتبرت شخصيات أكاديمية وسياسية أن فوز ترامب له دلالات هامة داخليا وخارجيا، مشيرين إلى أن قضايا عدة أدت إلى سقوط كامالا هاريس، بينها الموقف الداعم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
رئيس منتدى الشرق، وضاح خنفر، اعتبر أن “فوز ترمب وفوز حزبه بمجلس الشيوخ يمنحه فرصة مريحة لتشكيل إدارته بالشكل الذي يراه”، مضيفا أنه “لن يعاني ما عاناه سلفه، سيكون قويا، وأكثر ثقة ببرنامجه وسياساته، وهو يعود منتقما ، ويرى التفويض الجديد له تصحيحا لما اعتبره تزويراً واستهدافا شخصيا”.
ولفت خنفر في تدوينة عبر “إكس” إلى أن فوز ترامب هو فوز لكافة أحزاب اليمين في أوروبا، مشيرة إلى أن القارة العجوز تعيش “أجواء صدمة وقلق” بعد فوز الرئيس الجمهوري المثير للجدل.
وأضاف “سوف يجبر الأوروبيين على مزيد من المشاركة المالية وتحمل مسؤولية الدفاع عن أنفسهم، والاقتصادات الأوروبية ليست بخير، كما أن أوروبا منقسمة سياسيا بين يمين صاعد ويسار محتار، والاهم هنا أن القيادات الاوربية الحالية هي الأضعف منذ الحرب العالمية الثانية”.
وحول تأثير الرئيس الجمهوري الجديد على الشرق الأوسط، قال خنفر “من المبكر الحكم على سياساته تجاهها، غير أن ترمب هو رجل صفقات، ولا يسير في مسارات متماسكة، وقد يتخذ خطوات غير متوقعة في أي من الاتجاهات، غير أن المؤكد أن هزيمة هاريس ليست خبرا حزينا على الإطلاق، فإدارة بايدن الديمقراطية والغة في دماء أهل غزة، ولو أن هاريس فازت لسارت في نفس الطريق”.
واستدرك “هذا لا يعني أن ترمب سيكون حمامة سلام بالنسبة لنا، قد يتخذ قرارات في غاية السوء كما فعل في دورته الأولى في موضوع القدس والجولان، لكنه ولأسباب تخص أسلوبه وطموحه الشخصي سوف يسعى لوقف الحرب وعقد صفقة ما، قد لا تكون صفقة جيدة، وهذا حديث آخر”.
الكاتب والمحلل ياسر الزعاترة، اعتبر في تدوينة عبر “إكس” أن “حضور الصوت العربي والإسلامي، ومعاقبته للديمقراطيين بسبب موقفهم من حرب غزة، ومن ثم ما يترتب على ذلك من تبعات على إحساسهم بدورهم وضرورة مشاركتهم، وهذا بالطبع من بركة فلسطين و”طوفانها” وصمود شعبها”.
وحول التعامل مع ترمب، قال الزعاترة “قضي الأمر الآن، وها إن العالم سيعيش مع كائن تتلخّص شخصيته في أنه متقلّب، ولا يمكن لأحد أن يتوقّع مواقفه وردود أفعاله، لا في الداخل ولا في الخارج. والأهمية هنا تكمن أنه يأتي في لحظة بالغة الحساسية لأمريكا وللعالم أجمع”.
وذهب الزعاترة إلى صعوبة قراءة نوايا ترمب تجاه المنطقة، مضيفا “لكن النقطة الأكثر وضوحا هنا هي أن كل عقلاء الصهاينة في (الكيان) وفي أمريكا كانوا ضد فوزه، ما يؤكّد قناعتهم بأن سياساته لن تخدم مستقبل (الكيان)، حتى لو دفعت نحو مزيد من الغطرسة، لا سيما أننا نتحدث عن صراع تاريخي لن يكون بوسع أي أحد أن يحسمه بسطوة الغطرسة أو القوة، وقصة (صفقة القرن) شاهدة على ما نقول”.
مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، قال إن فوز ترمب يعني بالنسبة للقضية الفلسطينية تشكيل تحالف “أعمق مع اليمين الفاشي في إسرائيل على حساب الفلسطينيين وحقوقهم”. وأوضح الرنتاوي في حسابه عبر “إكس” أن ترمب سيعمل على منح السعودية والإمارات أدوار أكبر في المنطقة على حساب الأردن ومصر.
الأكاديمي الموريتاني محمد المختار الشنقيطي، اعتبر أن المنطقة قد تكون بحاجة بالفعل إلى ترمب بدلا من هاريس.
وقال “ربما يكون أهل منطقتنا بحاجة اليوم إلى بلطجة ترمب واستفزازه وابتزازه، أكثر من حاجتهم إلى نفاق هاريس وعصابتها التي تنافق أهل المنطقة وهي تذبحهم من الوريد إلى الوريد”.
وتابع “فمستوى الغفلة والخذلان وبلادة الإحساس التي كشفتها طوفان الأقصى في صفوفنا لا يعالجه إلا لهيب السياط الحارقة”.
المفكر السعودي مهنا الحبيل، قال إن هاريس ورغم تحفظها النسبي على تأييد بايدن المطلق للإبادة الجماعية في غزة، إلا أنها خضعت لـ”ماكينة الحزب الديمقراطي العميقة” والتي حسمت الأمر بالانحياز إلى الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة.
وأضاف الحبيل أن “تغول الليبرالية الاجتماعية على حياة الإنسان الفطري” في الولايات المتحدة، تسببت أيضا بنفور طيف من الأمريكيين عن هاريس وميلهم إلى ترامب، في إشارة إلى أن الأخير اتخذ مواقف حاسمة ضد المثليين، وحق المرأة في الإجهاض.
الرئيس التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية نهاد عوض، أكد أن دعم العدوان على غزة ساهم بشكل كبير في سقوط هاريس.
وقال عوض “حذرنا إدارة بايدن/هاريس مرارا خلال حرب الإبادة على غزة بأننا سنتذكرهم في نوفمبر، أي يوم الانتخابات، في حال لم يطالبوا و ينفذوا قرار وقف الحرب على غزة. و اليوم تذكرناهم. و نفذنا ما وعدنا به. و لا ندم”.