الأخبار

هل ينجح نتنياهو في تحويل الكارثة الوجودية الى فرصة تاريخية؟

مارس 4, 2025 2:21 م
حازم عياد

يحاول الاحتلال الاسرائيلي مواجهة الكارثة الوجودية التي اعادته الى العام 1948 وما قبلها الى فرصة تاريخية، بتوسيع عدوانه على قطاع غزة ليشمل الضفة الغربية وسوريا ولبنان، بل والذهاب بعيدا على أمل أن يحول المنطقة العربية برمتها إلى ضفة غربية يقتحمها يوما ويحاصرها في يوم آخر.
إسرائيل بهذا المعنى حلم كل سياسي غربي داعم للمشروع الاستعماري الصهيوني، فهي الكيان القادر على تمزيق المنطقة العربية، واعاقة تطورها ونمائها، وتحويلها إلى كيانات تابعة متصارعة يشرف عليها الكيان الاسرائيلي، النموذج الذي يحاول قادة الاحتلال وعلى رأسهم نتنياهو اختباره اليوم في سوريا من خلال التهديد باستهداف دمشق وحكومتها وجيشها الآخذ في التشكل بحجة حماية الاقليات والمجموعات الدينية.
صيغة ممكن أن تتكرر في لبنان والعراق والسودان وفي كل مكان تضعف فيه الدولة المركزية لتصبح كتل اجتماعية متصارعة على نمط ملوك الطوائف الـ22 في الأندلس الذين استعانوا بخصمهم ألفونسو السادس ملك (ليون وقشتالة) في القرن الثاني عشر (الخامس الهجري).
الطموح الاسرائيلي كبير وازداد تضخما بوصول الرئيس الامريكي دونالد ترمب الى البيت الابيض مستعيدا موقعه الذي فقده في العام 2020، غير أن الطموح الاسرائيلي الذي يطمح له ( نتنياهو السادس ) إن وجد اذانا صاغية لدى قطاع واسع من اليمين الاسرائيلي إلا أن القدرة على توفير الموارد له للبقاء في حالة حرب وصراع بين كر وفر يفترض تواصل الدعم الغربي الاوروبي الاميركي لادامة هذا المشروع.
مشروع تتعاظم وتتضاعف كلفه يوما بعد الاخر، بل و تبدوا كلفه مستحيلة في ظل مقاومة فلسطينية حقيقية تقود رفضا عربيا واسلاميا أوسع، وإنقسام أيديولوجي بين تيار علماني قومي متطرف وتيار ديني متطرف داخل الكيان، وشرخ أخذ في التوسع بين القارة الأوروبية والولايات المتحدة التي تبحث عن خلاصها في ظل الصعود الصيني والاستنزاف الروسي للاستراتيجية الامريكية الساعية لمواجهة الصين .
بالعودة الى القوى الغربية فإن الطموح الاسرائيلي لتحويل الكارثة الوجودية الى فرصة تاريخية تبدو وهما لن يعالج الازمة الوجودية للاحتلال بل يفاقمها، لتتحول إلى أزمة وجودية للنفوذ الغربي المستنزف اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا، فهي وصفة نجاح للصين تعيد هندسة المنطقة ولكن الى غير صالح القوى الغربية، التي لازالت تستهويها رغم الكلف المرتفعة فكرة إسرائيل كيكان استعماري في المشرق العربي الإسلامي.
ختاما .. المعركة تبدو طويلة والفوضى تبدو واعدة في الإقليم، فالفرصة التي يبحث عنها نتنياهو للهروب من الاستحقاق الوجودي تتحول الى مسار اجباري لا بد من اختباره اسرائيليا وأميركيا قبل اعلان الفشل و الإقرار بالحقيقة التي ستبقى وجودية في جوهرها للاحتلال وداعميه في المنطقة العربية.

مواضيع ذات صلة
تظاهرة بيت لاهيا والإعلام العربي اليهودي “الوظيفي”
تظاهرة بيت لاهيا والإعلام العربي اليهودي “الوظيفي”

مارس 26, 2025 4:57 م

علي سعادةالتظاهرة الشعبية التي جرت في بيت لاهيا والتي خرجت مطالبة بوقف الحرب وحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في...
في جعبة العدو!
في جعبة العدو!

مارس 26, 2025 4:48 م

عبد الله المجالييسخر العدو كل إمكاناته لإلحاق الهزيمة بالمقاومة والتخلص منها. ولا شك أن العدو يمتلك إمكانيات ضخمة لتحقيق هدفه،...
تظاهرة بيت لاهيا والإعلام العربي اليهودي “الوظيفي”
تظاهرة بيت لاهيا والإعلام العربي اليهودي “الوظيفي”

مارس 26, 2025 3:43 م

التظاهرة الشعبية التي جرت في بيت لاهيا والتي خرجت مطالبة بوقف الحرب وحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في العيش،...
صرخة ضمير
صرخة ضمير

مارس 26, 2025 12:53 م

من الصعوبة بمكان أن يتجرد الإنسان من مشاعره وأحاسيسه تجاه ما يحدث في قطاع غزة من حرب إبادة جماعية تطال...
التاريخ يعيد نفسه.. فهل نتعلم؟
التاريخ يعيد نفسه.. فهل نتعلم؟

مارس 26, 2025 12:44 م

تتسارع الأحداث لحظة بلحظة في المنطقة، حتى أصبح من الصعب التقاط أنفاس المتابع. بالكاد يصلنا خبر حتى يليه آخر أكثر...
الوكالة اليهودية لتهجير الفلسطينيين.. هل تكفي إدانتها فقط؟!
الوكالة اليهودية لتهجير الفلسطينيين.. هل تكفي إدانتها فقط؟!

مارس 25, 2025 6:45 م

عبد الله المجاليمخططات تهجير الفلسطينيين تعشعش داخل العقل اليهودي المحتل لفلسطين، وهي لم تفارق هذا العقل على الإطلاق؛ فالمشروع الصهيوني...