اعتقالات وحصار وهدم وتشريد.. هل يأخذ الاحتلال من الضفة ما أعجزه في غزة؟
السبيل
شهدت مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، ليلة الثلاثاء وصباح الأربعاء، سلسلة من الاقتحامات والاعتداءات التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، ما أسفر عن وقوع إصابات واعتقالات، إلى جانب تهجير سكان، وهدم منازل، واندلاع مواجهات مع الفلسطينيين.
حصار متواصل واقتحامات في طولكرم
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها العسكري على مدينة طولكرم ومخيمها شمال الضفة الغربية لليوم الرابع والعشرين، وعلى مخيم “نور شمس” لليوم الحادي عشر، وسط تصعيد عسكري مكثف أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية والمنازل.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إضافية إلى طولكرم ومخيميها، تزامنًا مع إطلاق نار كثيف وانفجارات. كما اقتحمت ضاحيتي “ذنابة” شرقًا و”ارتاح” جنوبًا، وداهمت منازل ومبانٍ سكنية، واعتقلت عددًا من المواطنين، بينهم نازحون من مخيم “نور شمس”.
وانتشرت القوات الإسرائيلية في شوارع وأحياء المدينة، وأقامت حواجز عسكرية في عدة مواقع رئيسية، منها شارع “نابلس” بين مخيمي طولكرم و”نور شمس”، ودوار “شويكة” شمالًا، ومفرق “أبو صفية” شرقًا، ودوار “فرعون” جنوبًا. كما جابت الدوريات الراجلة أسواق المدينة، بما في ذلك سوق الخضروات وشارع مستشفى “الشهيد ثابت ثابت”.
وأوقفت قوات الاحتلال المركبات وفتّشتها، ودققت في هويات الركاب، ومنعتهم من المرور، كما اعترضت شبانًا فلسطينيون، واحتجزتهم وحققت معهم ميدانيًا ونكّلت بهم، دون تسجيل عمليات اعتقال.
وفي حادث منفصل، اصطدمت آلية عسكرية إسرائيلية بمركبة مدنية على شارع “نابلس”، وأطلق الجنود قنابل صوتية نحوها، ومنعوا طواقم الإسعاف من الوصول إلى المصاب لفترة طويلة قبل السماح بنقله.
هدم وتشريد في مخيم طولكرم
وواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسة الهدم في مخيم طولكرم، حيث أقدمت قواته على تدمير منازل فلسطينية، بعد أن أخطرت بهدم 14 منزلًا داخل المخيم بحجة شق شارع وسط المخيم.
عدوان على جنين ومخيمها
دخل العدوان العسكري الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها شهره الأول، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد 26 فلسطينيًا وإصابة العشرات، إلى جانب نزوح آلاف السكان، وسط دمار واسع وهدم وحرق للمنازل.
وتواصل قوات الاحتلال إرسال تعزيزات عسكرية إلى المدينة والمخيم، تشمل جرافات وصهاريج وقود، كما استقدمت، يوم الثلاثاء، خزانات مياه كبيرة وغرفًا متنقلة للجنود. وتستمر الجرافات الإسرائيلية في عمليات التدمير وفتح شوارع جديدة في عدة أحياء بالمخيم، فيما تحلق الطائرات المسيرة على ارتفاعات منخفضة فوق المدينة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال، الثلاثاء، طفلين في محيط دوار “يحيى عياش”، فيما اعتقلت شابين آخرين في وقت سابق داخل مدينة جنين.
اعتقالات ومداهمات في بيت لحم
اعتقلت قوات الاحتلال، صباح الأربعاء، ستة فلسطينيين، بينهم طفل، من مناطق متفرقة بمحافظة بيت لحم، واحتجزت في وقت سابق 14 فلسطينيًا لساعات خلال مداهمة بلدة “تقوع” جنوب شرق بيت لحم.
وفي مساء الثلاثاء، اقتحمت قوات الاحتلال قرية “حوسان” غرب بيت لحم، وتمركزت في منطقة “المطينة” عند المدخل الشرقي، حيث أطلقت قنابل الصوت والغاز السام، دون تسجيل إصابات. كما وجه الجنود تهديدات عبر مكبرات الصوت لسكان القرية، متوعدين بقتلهم في حال خروجهم من منازلهم.
تصعيد في رام الله ونابلس والخليل
اقتحمت قوات الاحتلال، صباح الأربعاء، بلدة “نعلين” غرب رام الله، وداهمت عددًا من منازل الفلسطينيين. كما شهدت قرية “أبو مشعل” مواجهات عنيفة مساء الثلاثاء، بعد اقتحام القوات الإسرائيلية للقرية وسط إطلاق الرصاص، ما أسفر عن إصابة فلسطيني بالرصاص الحي في قدمه.
وفي بيت ريما، شمال غرب رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال بلدةً أخرى، حيث داهمت مقهى، واحتجزت 11 شابًا، وعبثت بمحتويات محل تجاري، وألقت قنبلة صوتية داخله، ما أدى إلى اندلاع مواجهات دون وقوع إصابات.
أما في نابلس، فقد اعتقلت قوات الاحتلال، فجر الأربعاء، ثلاثة فلسطينيين بعد مداهمة عدة منازل في قرية “كفر قليل” وبلدة “عقربا”.
وفي مدينة الخليل وبلدة “بيت أمر”، داهمت قوات الاحتلال منازل فلسطينية، ونصبت حواجز عسكرية، واعتقلت شقيقين وطفلًا، كما استولت على أسمدة زراعية.
تصعيد استيطاني وانتهاكات في القدس
بدأ مستوطنون إسرائيليون، صباح الأربعاء، بتوسعة بؤرة استيطانية قرب حاجز “تياسير” شرق طوباس، حيث أقاموا ثلاث خيام وثلاثة كرفانات، وسط استمرار أعمال التوسعة.
وفي القدس المحتلة، اقتحم عشرات المستوطنين، صباح الأربعاء، باحات المسجد الأقصى، وأدوا طقوسًا “تلمودية” تحت حماية قوات الاحتلال، التي اعتدت المصلين، وشددت إجراءاتها العسكرية على بوابات المسجد.
كما أزالت قوات الاحتلال بسطات تجارية عند مدخل بلدة “عناتا”، شمال شرق القدس، واستولت على بعضها. واقتحمت بلدة “حزما” برفقة جرافة عسكرية تمهيدًا لتنفيذ عملية هدم، تخللها إطلاق قنابل صوتية تجاه الأهالي.
ونصبت قوات الاحتلال حاجزًا عسكريًا في حي “عين اللوزة” بسلوان جنوب المسجد الأقصى، وفرضت مخالفات على المركبات، بينما اقتحمت بلدة “العيسوية” شمال شرق القدس المحتلة برفقة طواقم بلدية الاحتلال.
تصعيد مستمر وعمليات قمع ممنهجة
تأتي هذه الاعتداءات في إطار التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الضفة الغربية والقدس المحتلة، حيث تستهدف قوات الاحتلال الفلسطينيين بمختلف أشكال القمع، من الاعتقالات والهدم إلى تهجير السكان قسرًا، ضمن سياسات تهدف إلى فرض السيطرة على الأرض وتهويدها.
وكالات
