الإسلاميون يفوزون في الانتخابات العربية منذ 40 عاماً.. لماذا؟
كاتب المقال : علي سعادة
في جميع الانتخابات التي جرت في الوطن العربي في 40 سنة الماضية فاز بها تيار الإسلام السياسي أو الإسلاميون أو الجمعات والأحزاب الإسلامية.
في الجزائر بعد فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ سرقت الانتخابات فعاشت الجزائر ما يعرف بـ”العشرية السوداء”، في فلسطين فازت حركة حماس بالانتخابات وكانت النتيجة حصار قطاع غزة وأكثر من 9 حروب شنها الاحتلال على القطاع.
في مصر تمت سرقة رئاسة الدولة من أول رئيس منتخب في البلاد وتحويل الإسلاميين إلى كيانات إرهابية، في تونس حاولت حركة النهضة الإسلامية بكل السبل مهادنة الدولة العميقة رغم أنها فازت بالانتخابات، وحتى لا تقع في تجربة مصر رفضت ترشيح أي شخص من طرفها للرئاسة والنتيجة حاليا أن جميع قادتها في السجون.
وفي ليبيا انقلب الجنرال خليفة حفتر عليهم.
ولو أجريت انتخابات حرة في أي بلد عربي سيفوز “الإسلام السياسي”، حتى في الضفة الغربية وفقا لاستطلاعات سابقة، ليس ذكاء منهم، لكن لأن الحاضنة الشعبية لكل ما يتعلق بالشعارات والطروحات الإسلامية لا تزال عميقة ومتماسكة بشكل يصعب اختراقها.
“إخوان الأردن” فتحة العداد عندهم على مستوى المملكة نصف مليون صوت، وأظن أن الرقم أكبر من ذلك بكثير.
وبالمناسبة لا يوجد في الوطن العربي دولة علمانية؛ فدساتيرها تنص على أن دين الدولة الإسلام وعلى الفقه والتشريع الإسلامي، وأن يكون رئيس الدولة مسلماً.
وبالمناسبة أيضا، المادة 3 من الدستور السوري السابق تنص على ما يلي: “ديانة رئيس الدولة الإسلام والفقه مصدر رئيسي للتشريع” .
قد تنجح “الدولة العميقة” في حشر الإسلاميين في الزاوية ومطاردتهم، لكنها في النتيجة النهائية تساعد على تقويتهم وتصليب قاعدتهم الشعبية التي تشعر بأنهم مظلومون ومحاربون لأنهم يريدون تطبيق أحكام الإسلام.
أظن أن الأنظمة تخاف من ترك الإسلاميين يحكمون، فهل هذا الخوف نابع من كراهية العرب لتداول السلطة أم ماذا؟!
واظن أن المحك لقياس مدى رضا الشارع على الإسلاميين هو وضعهم في السلطة أو أمام المسؤولية عندها سيقرر المواطن العربي بنفسه مدى نجاح أو فشل طروحاتهم.