الإضراب الشامل يعم الداخل الفلسطيني في الذكرى الـ24 لـ”هبة القدس والأقصى”
عم الإضراب الشامل المدن والبلدات والقرى الفلسطينية في الداخل المحتل عام 48، منذ ساعات صباح اليوم الثلاثاء، بدعوة من “لجنة المتابعة العليا” للجماهير العربية (أهلية)، إحياء للذكرى الـ24 لـ “هبة القدس والأقصى”، والتي استشهد خلالها 13 مواطنا فلسطينيا من الداخل المحتل برصاص شرطة الاحتلال.
وأغلقت المحلات التجارية أبوابها وامتنع الطلاب عن التوجه إلى مدارسهم، إضافة لزيارة قبور الشهداء، ودعت “لجنة المتابعة”، إلى أن يكون الإضراب موحدا، وموقفا سياسيا سلميا، وفاء لذكرى الشهداء، في مواجهة جرائم الحرب التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني”.
وقالت اللجنة في تصريحات إعلامية: إن “الإضراب تأكيد على أن فلسطينيي الداخل، مصرّون على التمسك بمبادئ العدالة والحياة الكريمة في وطنهم الذي لا وطن لهم سواه”.
وشددت على أن “الإضراب هذا العام يكتسب أهمية استثنائية على خلفية التصعيد الخطير، الذي قامت وتقوم به حكومة التطرف الإسرائيلية في قطاع غزة، والضفة الغربية ولبنان، وضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وضد الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات، ومن خلال سياسة الاغتيالات التي لم تنفعهم في السابق ولن تنفعهم في الراهن والمستقبل”.
وتابعت “كل ذلك إلى جانب التصعيد الخطير في إطلاق الحبل لعصابات الإجرام التي تعيث فسادا وقتلا وترويعا بشكل يومي في قرانا ومدننا، وتصعيد سياسة هدم البيوت العربية وبالأخص في النقب”.
وشدّدت على “ضرورة إنجاح الإضراب والالتزام به إضرابا موحدا، يشمل السلطات المحلية وكل المرافق التعليمية والمهنية والتجارية، باستثناء التعليم الخاص”.
كما أعلنت عن “إلغاء المسيرة القطرية في “عرابة” في يوم الإضراب، بسبب الأوضاع الأمنية الخطيرة، ولتجنيب أبناء شعبنا خطر الحرب الدائرة في الشمال”.
وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة: “إن الإضراب العام في ذكرى أحداث أكتوبر 2000 ، تعبير عن موقف جماعي من قبل مجتمع يقول نريد أن نعيش وأننا ضد الحروب، بالإضافة إلى مناهضة الجريمة المنتشرة في المجتمع العربي”.
واندلعت أحداث “هبّة أكتوبر” مطلع أكتوبر/تشرين الأول عام 2000، احتجاجا على اقتحام رئيس المعارضة الإسرائيلية -آنذاك- أرييل شارون لساحات المسجد الأقصى، وتضامنا مع انتفاضة فلسطينيي الضفة الغربية وغزة.
ويتزامن إحياء هذه الذكرى هذا العام مع مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 361 يوما، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد أكثر من 41 ألفا و615 شهيدا، وإصابة أكثر من 96 ألفا و359 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.