أين اختفى “النمر” صاحب فكرة “البراميل المتفجرة” ومرتكب مجزرة الغوطة؟
كتب: علي سعادة
الجميع يبحث عنه، أين اختفى مرتكب جريمة البراميل المتفجرة ومجزرة الغوطة، هل غادر سوريا مع باقي قادة النظام، أم أنه يختبئ في مكان ما في سوريا ؟!
اشتهر اللواء سهيل الحسن بقسوته ووحشيته، وباتباع سياسة “الأرض المحروقة” في المناطق التي يسيطر عليها جيش النظام السوري بعد استعادتها من المعارضة في فترات سابقة.
يصف نفسه بأنه “رجل قلبه من حجر، وعقله صاف وهادئ، مثل هدوء البحر”، فهو أمّن لجيش النظام السوري “انتصارات” على أرض المعركة، بفضل “التكتيكات القاسية” التي اعتمدها، وفق وصفه، وهي التي أمنت له، في حالات عدة، استسلام المقاتلين من التنظيمات المختلفة، التي توصف بأنها من أشد الفصائل المقاتلة في الساحة السورية، وفق روايته.
ويعرف عنه في الإعلام أنه قائد لحملة “البراميل المتفجرة” على حلب، وتمكن من إنهاء الحصار على منطقة مطار “كويرس” العسكري في حلب، بعد حصار دام ثلاث سنوات، مع حاميته التي بلغ تعدادها 700 جندي.
استخدم “البراميل المتفجرة” المحظورة دوليا، بديلا عن النقص في ذخيرة سلاح الجو وتقلص مخزونه من الصواريخ منذ المراحل الأولى للحرب، كما أنه استخدم أيضا أساليب الحرب النفسية، من خلال تشغيل مكبرات الصوت الضخمة التي بثت رسائل التهديد وطالبت المسلحين بالاستسلام، وفق الروايات ذاتها.
ويقال إنه يتلقى أوامره بشكل مباشر من بشار الأسد.
سهيل الحسن المولود في عام 1970، ينحدر من قرية “بيت عانا” في مدينة جبلة ذات الغالبية العلوية، التي تقع في المنطقة الساحلية الواقعة في محافظة اللاذقية، وتخرج “النمر” من الأكاديمية الحربية الجوية عام 1991.
و”النمر” حاصل على شهادات عدة في دورات قتالية هي الأكثر صعوبة في وحدات الدفاع الجوي، المخصصة بالطبع في غالبيتها لأبناء الأقلية العلوية.
سافر سابقا للمشاركة في دورات عدة في روسيا وإيران، وفي عامي 2006 و2007 تمكن من القضاء على “خلايا تنظيم القاعدة” في سوريا آنذاك.
ويعدّ المسؤول الأول عن مجزرة “مساكن صيدا” الشهيرة في ريف درعا، في بداية الأحداث في سوريا عام 2011، التي قتل على إثرها العشرات من الشباب والأطفال الذين خرجوا نصرة لمدينة درعا المحاصرة آنذاك من الجيش.
ويعدّ سهيل الحسن عسكريا “المهندس الأساسي في استراتيجية الجيش السوري” في ربيع 2013 ضد المعارضة.
ويعدّ أيضا من القادة الذين أنقذوا جيش النظام السوري من الانهيار.
وبحسب الصحفية السورية، هالة قضماني، في مقال نشرته جريدة “ليبراسيون” الفرنسية، فإنه “في تاريخ النظام السوري لم يسبق أن حازت شخصية علوية مثل مكانة النمر، من حيث الفاعلية والشعبية، وهو يمثل الأمل الوحيد لطائفته”.
يعرف سهيل الحسن بين أنصار النظام، أنه صارم وملتزم تماما بنهجه العسكري، ومن الشخصيات التي تحارب أيضا التجاوزات وسط القوات التي تعمل تحت لوائه، وأنه يقوم بإعدام العسكريين المتهمين بـ”التعفيش”، وهو مصطلح سوري يشير إلى أعمال النهب التي يقوم بها بعض العسكريين، خلال اقتحام المنازل في المناطق التي تشهد قتالا، وفق رواية النظام.
وتعدّ شعبية “النمر” وظهور هذا الكم الهائل من الفيديوهات “المبجلة” له والأغاني التي تنشد له من قبل الموالين للنظام السوري، كانت كفيلة بزرع الريبة والشك لدى بشار الأسد، حول طموحات شخصية باتت المنافس له داخل مؤسسة الجيش.
ونقلت وسائل إعلام في لندن، عن جنود فرقة الحسن العسكرية قولهم، إن “العقيد سهيل الحسن هو الخليفة المحتمل لرئيس النظام السوري بشار الأسد في حال قرر التكشير عن أنيابه يوما”.
قوة “النمر” لا تنبع من الأسد وفقا لجنوده، إلى جانب اهتمام من الطرف الروسي، لكن بين هذا وذاك، فإن “النمر لا يزال العسكري الوفي أيضا للدكتاتور السوري”، بحسب ” ليبراسيون”.
يتمتع كذلك “النمر” بصلاحيات مطلقة، فأوامره مطاعة من الجميع، ومن يخالفه سيلقى الموت المؤكد.
الرجل الذي تحول إلى “أسطورة” لدى طائفته، تم إرساله إلى أكثر المناطق اشتعالا تؤازره قوات “الشبيحة”، وهم من “بلطجية” النظام المعروفين “بنذالتهم”، ويدعوهم النظام “قوات الدفاع الوطني”، وفق الناشطين.
وفي حين أن النظام يرى في سهيل الحسن بطلا يقاتل ضد “الإرهاب”، فقد تم الإعلان عن اسمه من قبل “الاتحاد الأوروبي” بوصفه “مجرم حرب”، وتم حظر دخوله إلى مناطق “الاتحاد الأوروبي”.
وقبل عامين، أنقذ “النمر” معقل الطائفة العلوية من هجوم خطير لجبهة النصرة، على معاقل تابعة للعلويين شمال اللاذقية.
لكن صاحب نظرية البراميل المتفجرة التي طبقها على أحياء حلب الشرقية وطبقها أينما حل، والذي أصبح قائد القوات الخاصة في الجيش السوري، يحظى بمسيرة مليئة بالإجرام والقتل والتنكيل بالأبرياء. كما يعد الحسن من أبرز الشخصيات العسكرية المقربة من روسيا ودرب وأرسل الكثير من المرتزقة للمشاركة بالحرب الروسية على أوكرانيا.
لذلك يبدو رأسه مطلوبا لجميع فصائل المعارضة المسلحة وحتى لقطاع عريض من الشعب السوري، فأين هو وما هو مصيره في حال القبض عليه، هل غادر مع بشار الأسد، أم أنه يقيم في قاعة عسكرية روسية، أم لجأ إلى دولة مجاورة لسوريا؟!