“السلطة” تسيطر على “فتح” ومنظمة التحرير.. والحل الفصل بينها
كاتب المقال : علي سعادة
المطب الكبير الذي أوقعت السلطة الفلسطينية نفسها فيه هو أنها حملت بين يديها أكثر من ملف فضاعت جميع الملفات في زحمة تقديم السلطة نفسها كممثل للشعب الفلسطيني، ورغم أن العرب والعالم يعترف بهذه “الشرعية” لكنها في ذات الوقت أصبحت موضع شك بالنسبة للفلسطينيين في الداخل والشتات.
لا يكتفي رئيس السلطة محمود عباس “أبو مازن” بمنصب رئيس السلطة الفلسطينية، وهو الوصف الذي يخاطب فيه من قبل الأمريكان والصهاينة والإعلام الغربي، أو بمنصب رئيس دولة فلسطين، وإنما يستأثر أيضا برئاسة منظمة التحرير الفلسطينية التي يفترض أنها الحاضنة لجميع مكونات الشعب الفلسطيني وفصائله بمختلف توجهاتها، وهو أيضا رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني التي تعرف اختصارا بـ”فتح”.
ضم هذه المناصب القيادية الثلاثة بيد واحدة وبقبضة من حديد أوقع المشروع الوطني الفلسطيني في مطب الإنحاء الدائم والأبدي أمام الضغوطات العربية والإسرائيلية والأمريكية والجهات الداعمة، فلم تصبح فلسطين دولة وفق التوصيف الدولي للدول؛ لأنه لا يوجد لها حدود جغرافية، ولا يوجد لها جيش أو عملة وطنية، وما إلى ذلك، كما أن “فتح” لم تعد تتبنى شعارها الرئيسي الذي عرفت به وهو “الكفاح المسلح” طريق لتحرير فلسطين.
وبالتالي بات الوضع ملحا الآن لفصل هذه المسارات الثلاثة بعضها عن بعض.
وهو ما أشار إليه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي حين أكد ان “فتح أضعف من تكون حزب سلطة؛ لأنها ليست الحزب القائد في هذه المرحلة. إذا كانت منظمة التحرير قد أخذت كل مؤسسات فتح، فالسلطة أخذت قرار فتح، ومنظمة التحرير أصبحت جزءا من السلطة. حينما يتم الفصل بين الثلاثي: منظمة التحرير، والسلطة التي هي ذراع المنظمة في الداخل، ولا مسؤولية سياسية لها لكن يجتمع فيها كل شيء: من المال إلى القرار إلى فتح، وأخيرا حركة فتح التي يجب أن تكون على يسار الجميع، على اعتبار أن لها إرثا نضاليا كبيرا.”
ويرى زكي أنه “يجب ألا يذهب إرث فتح الكبير في لجة ما يجري اليوم من انقلابات على كل صعيد، وبالتالي حركة فتح اتخذت في الماضي فكرة ملهمة هي أن الكفاح المسلح أقرب الطرق إلى فلسطين، وأن السياسية الدامية التي تنبع من فوهة البندقية هي التي اعتمدت، وأن المرحلية يجب ألا تكون على حساب الإستراتيجية.”
وحتى لا يكون ثمة تفريط بأي منجز تحقق، وان تكون السياسة واضحة، سواء مع العدو أو الصديق، يقترح زكي أن يعاد تعريف “فتح” مرة أخرى بأنها حركة تحرير وطن و”ليست حركة تمرير صفقات” بحسب زكي.
إن فصل السلطة الفلسطينية وحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية بعضها عن بعض فيه فائدة كبيرة للمشروع الوطني الفلسطيني، فحركة فتح ستكون في حل تماما من مهادنة ومشاركة السلطة الحكم، وتحمل نتائجه السلبية، وتستطيع عندها الانخراط في النضال الفلسطيني وفي حركة المقاومة.
وحين يتم إصلاح منظمة التحرير وإعادة الروح إليها فستكون حاضنة لجميع مكونات الشعب الفلسطيني وللفصائل جميعها التي ستكون ملزمة بالالتزام بما تقره المنظمة.